(تفهم) على تقدير : فأنت تفهم ، وبنصبه على السببية بتقدير : فيكون الانتباه سببا للفهم.
حادى عشر : إن تقدم الفاء دعاء فى صيغة الأمر فحكم ما بعدها حكمه إذا تقدمها أمر كما فى الفقرة السابقة.
ثانى عشر : إن تقدمها جملة عرض أو تحضيض أو دعاء على غير صيغة الأمر جاز فى الفعل بعدها الرفع على العطف أو القطع ، والنصب على السببية ، مثال ذلك : ألا تأتينا فتحدثنا؟ غفر الله لك فيدخلك الجنة. برفع (تحدث ويدخل) على العطف والقطع ، وبنصبهما على أنها فاء السببية.
واو المعية :
إذا جاء الفعل المضارع بعد الواو التى تفيد معنى المصاحبة أو المعية فإنه ينصب إذا سبقت الواو بنفى أو طلب (١) مثل فاء السببية.
وقد ورد نصب الفعل المضارع بعد واو المعية المسبوقة بما يأتى :
ـ النفى : فى قوله تعالى : (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) [آل عمران : ١٤٢] ، فى قراءة العامة بفتح (يعلم) بعد الواو على أن الواو للمصاحبة والمعية ، والمضارع بعدها منصوب بأن المضمرة (٢).
ـ الأمر : فى قول الشاعر :
فقلت ادعى وأدعو إنّ أندى |
|
لصوت أن ينادى داعيان (٣) |
__________________
(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٢٩٨ / التسهيل ٢٢٢ / الجنى الدانى ١٥٥.
(٢) فى فتح الفعل المضارع (يعلم) الثانى توجيه آخر ، وهو العطف على المجزوم قبله (يعلم) الأول ، فلما التقى ساكنان تحرك آخره وكانت الفتحة أخف ، لكن توجيه النصب أشهر.
وفيه قراءتان أخريان ، أولاهما : بالكسر ، وذلك بالعطف على ما قبله بالجزم بالسكون ، فالتقى ساكنان فتحرك آخره بالكسر. والأخرى : بالرفع على الاستئناف.
ينظر : الكشاف ١ ـ ١٦٨ / إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ١٥٠ / البيان ١ ـ ٢٢٢ / الدر المصون ٢ ـ ٢١٩.
(٣) ينسب إلى الأعشى ، ينظر : الكتاب ٣ ـ ٤٥ / المفصل ١٣١ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ٣٥ / شرح ابن عقيل ٢ ـ ٢٧٥ / شرح الشذور ٢٣٨ ، ٣١٢ / شرح التحفة الوردية ٣٧٧.