(وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)(١) [النحل : ١٢٧].
(فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً)(٢) [الكهف : ٢٢].
(وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) [القصص : ٧٧].
(وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) [الحجرات : ١٢].
لم :
حرف نفى وجزم وقلب ، وهو خاص بالفعل المضارع ، يدخل عليه فينفى معناه ، ويجزمه ، ويجعل زمنه فى الماضى (٣) ، وهذا المضىّ فى الزمن يكون مقيدا بزمن حدث آخر ظاهر أو مقدر. ولذلك فإن المضارع بعده يكون ماضيا معنويا.
وهو يجعل الماضى مستمرا فى قوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص : ٣ ، ٤]. كلّ من : (يلد) ، و (يولد) ، و (يكن) ، فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ؛ لأن كلا منها وقع بعد (لم) ، وهو حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب ، وتلحظ أن النفى بـ (لم) مستمرّ من الماضى إلى الحاضر إلى المستقبل إلى ما لا نهاية.
ويجوز أن ينقطع زمن المنفىّ به عن الزمن الحالى ، ففى قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(٤) [الإنسان : ١] ، الإنسان موجود ومذكور منذ أن خلق ، فزمن النفى بها فى الماضى وهو منقطع عن الزمن
__________________
(١) (تك) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. وخبره شبه جملة (فى ضيق) أو ما تعلقت به شبه الجملة من محذوف.
(٢) (تمار) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (مراء) مفعول مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (تستفت) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت.
(٣) ينظر : الكتاب ١ ـ ٩٨ ، ١٣٥ / ٣ ـ ١١١ / المقتضب ١ ـ ٤٩ / المفصل ٢٥٢ / التسهيل ٢٣٥ / المقرب ١ ـ ٢٧.
(٤) (هل) حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أتى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (على الإنسان) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الإنسان : اسم مجرور