ومن أمثلة التقديم قول الشاعر :
سريعا يهون الصعب عند أولى النّهى |
|
إذا برجاء صادق قابلوه البأسا (١) |
حيث (سريعا) حال منصوبة من (الصعب) ، وقد تقدمت على عاملها (يهون) ، وهو فعل متصرف.
وفى قول يزيد بن مفرغ الحميرى :
عدس ما لعبّاد عليك إمارة |
|
نجوت وهذا تحملين طليق (٢) |
حيث (تحملين) جملة فعلية فى محل نصب ، حال من الفاعل الضمير فى (طليق) ، والعامل (طليق) ، وهو صفة مشبهة.
والفراء وبعض المغاربة يمنعون تقدم الحال إذا كانت جملة مصدرة بالواو ، لكن الجمهور يجيزون ذلك.
والكوفيون لا يجيزون تقدم الحال على عاملها وصاحبها إذا كان ظاهرا ، ويعللون لذلك بأن فيها ضميرا يعود على الظاهر ، ولا يجوز تقديمه على الظاهر ، وأجازوا التقدم إذا كان صاحب الحال مضمرا ، نخو : مسرعا جئت (٣).
__________________
(١) ينظر : البحر المحيط ١٠ ـ ٣٦.
(٢) ديوانه ١٧٠ / معانى القرآن للفراء ١ ـ ١٣٨ / أمالى ابن الشجرى ٢ ـ ١٧٠ / المفصل ١٥٠ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ١٦ ، ٤ ـ ٢٣ ، ٧٩ / شرح التصريح ١ ـ ٣٨١ / الخزانة ٢ ـ ٢١٦ ، / ٥١٤. (عدس) اسم صوت مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لعباد) اللام حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. عباد : اسم مجرور بعد اللام وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (عليك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإمارة ، ويجوز أن تجعلها فى محل نصب على الحالية. (إمارة) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (نجوت) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطبة مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب على الحالية ، (وهذا) الواو واو الحال أو الابتداء حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (تحملين) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب على الحالية من الضمير المستكن فى طليق.
(طليق) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعة الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب على الحالية. والتقدير : وهذا طليق حال كونه محمولا. وهذا إعراب البصريين فى (هذا تحملين) ، أما الكوفيون فيجعلون (هذا) اسما موصولا مبنيا فى محل رفع ، مبتدأ ، وجملة (تحملين) صلة الموصول لا محل لها إعرابيا.
(٣) شرح القمولى ٢٠٦.