٨ ـ العامل الاسم المفهم تشبيها :
نحو : زيد مثلك شجاعا ، حيث (شجاعا) حال منصوبة ، والعامل فيه الاسم المفهم التشبيه (مثل) ، فوجب تأخرها عنه. ومنه أن تقول : هو شبهه كريما.
ثانيا : الرتبة بين الحال وصاحبها :
أ ـ جواز تقدم الحال على صاحبها :
الأصل فى الحال أن تتأخر عن صاحبها ما لم يكن هناك مانع من أحوال وجوب تقدمها ، ولكن البصريّين يجيزون أن تتقدم الحال على صاحبها ، فيجوز القول : أقبل محمود ضاحكا ، وأقبل ضاحكا محمود. حيث (ضاحكا) حال منصوبة من الفاعل المرفوع (محمود) ، فتأخرت عنه ، وتقدمت عليه.
كما يجوز القول : أكلت الفاكهة ناضجة ، وأكلت ناضجة الفاكهة. حيث (ناضجة) حال منصوبة من المفعول به المنصوب (الفاكهة) ، فجاز تأخرها وتقدمها.
ومنه قول طرفة بن العبد :
فسقى ديارك غير مفسدها |
|
صوب الربيع وديمة تهمى (١) |
حيث (غير مفسدها) حال من الفاعل (صوب) ، وقد تقدمت عليه.
لكن الكوفيين لا يجيزون تقدم الحال على صاحبها إذا كان مرفوعا ظاهرا ، ويعللون لذلك بأن فى الحال ضميرا يعود على صاحبها الظاهر ، ولا يجوز تقديمه
__________________
(١) (سقى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (ديارك) ديار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر مضاف إليه. (غير) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، وغير مضاف (ومفسد) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة (ها) مبنى فى محل جر مضاف إليه. (صوب) فاعل سقى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف و (الربيع) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وديمة) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ديمة : معطوف على صوب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (تهمى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى.
والجملة الفعلية فى محل رفع ، نعت لديمة.