١ ـ الحال المؤكدة لعاملها :
هى الحال التى تكون من لفظ عاملها أو معناه ، فإذا كانت الحال من لفظ عاملها ومعناه فهى مؤكدة له لفظا ومعنى ، نحو قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) [النساء : ٧٩]. فـ (رسولا) حال من المفعول به كاف المخاطب فى أرسلناك ، وهى من لفظ العامل (أرسل) ومعناه ، فهى مؤكدة لفظا ومعنى.
ومثل ذلك قول الشاعر :
أصخ مصيخا لمن أبدى نصيحته |
|
والزم توقّى خلط الجدّ باللعب (١) |
(مصيخا) حال منصوبة من الفاعل المستتر فى (أصخ) ، وتقديره : (أنت) ، وهى من لفظ العامل (أصخ) ومعناه.
وإذا كانت الحال من معنى عاملها دون لفظه فهى مؤكدة له معنى فقط ، ومن ذلك قوله تعالى : (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) [النمل : ١٩] ، حيث (ضاحكا) حال من الفاعل المستتر فى تبسم ، وهى من معنى التبسم دون لفظه ، فهى حال مؤكدة للعامل (تبسم) معنى. ومن النحاة من يرى أن الضحك غير التبسم
فتكون حالا مبينة.
ومن ذلك قوله تعالى : (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [التوبة : ٢٥]. وقوله تعالى :(وَلَّى مُدْبِراً) [النمل : ١٠ ، القصص : ٣١]. كلّ من (مدبرين ، ومدبرا) حال من الفاعل : ضمير المخاطبين فى (وليتم) وضمير الغائب المستتر فى (ولى) ، لكنهما من معنى العامل (ولى) دون لفظه.
ومنه قوله تعالى : (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [البقرة : ٦٠ ، الأعراف :٧٤ ، هود : ٨٥ ، الشعراء : ١٨٣ ، العنكبوت : ٣٠]. حيث (مفسدين) حال من الفاعل (واو الجماعة) فى (تعثوا). وهى مؤكدة لمعنى الفعل (تعثى) ، وهو بمعنى الفساد ، ففهم معناها من معنى عاملها.
__________________
(١) شرح التصريح ١ ـ ٣٨٧.