ـ يذهب سيبويه إلى أنها معمولة لمحذوف وجوبا يقدر بعد الخبر ، والتقدير :
أحقه ، أو أعرفه ، أو أحقنى ، أو أعرفنى.
ـ يذهب الزجاج إلى أن العامل هو الخبر بتأوله بمسمّى أو مدعو ، وقد يكون هذا التأول إذا جاء الخبر علما. ويضعف هذا الرأى لاستلزامه المجاز.
ـ ويذهب آخرون ـ على رأسهم ابن خروف ـ إلى أن العامل هو المبتدأ لتضمنه معنى الانتباه. ويضعف هذا لجواز تقديم الحال على الخبر ـ حينئذ ـ وهو يمتنع لعدم تمام الجملة.
فلا يبقى إلا الأخذ بالرأى الأول.
ثانيا : أقسام الحال من حيث مساحة معناها فى الكلام :
المقصود بالمساحة المعنوية للحال فى الكلام مدى انتقال معناها من صاحب إلى صاحب آخر ، ويقابل ذلك الحال التى ترتبط بصاحبها ارتباطا كلّيا فى أطواره المتتالية.
والحال من هذا الجانب نوعان : حال منتقلة ، وأخرى ثابتة لازمة.
أ ـ الحال المنتقلة :
هى الحال التى تنتقل وتتبدل من صاحب إلى آخر ، حيث تكون مقترنة بالحدث أو ما يشبهه مما هو مقترن بصاحبها ، نحو : جاء محمد راكبا ، حيث (راكبا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، وهى حال من محمد أثناء المجىء ، فهى مقيدة لصاحبها أثناء إحداثه شيئا ما ، وتزول هيئة الصاحب على هذه الحال بزوال الحدث أو ما أشبهه. لذلك تسمى بالحال المقيدة.
ب ـ الحال الملازمة :
أو الحال الثابتة ، وهى نقيض السابقة ، وإن كانت الحال تبين هيئة صاحبها أثناء إحداث حدث ما أو شبهه ، ثم تزول بزواله ، فإن الحال الملازمة تلزم صاحبها ، وتثبت معه ، ولا تزول بزوال ما ذكرت معه من حدث أو شبهه. كأن تقول :