ومنه أن تقول : أكرمت الطالب فاهما درسه ، وقدرت الفتاة كريما خلقها ، حيث الحال (فاهما) من الفاعل (الطالب) تنصب المفعول به (درس) المضاف إلى ضمير صاحب الحال ، وكذلك الحال (كريما) ترفع (خلق) المضاف إلى ضمير صاحب الحال (الفتاة).
وتقول : كافأت الطلاب مرتفعة درجاتهم ـ أنشأت الباب واسعا مدخله.
ومنه قول الشاعر :
إنما الميت من يعيش كئيبا |
|
كاسفا باله قليل الرجاء (١) |
وموضع الشاهد الحال المنصوبة (كاسفا) ، حيث رفعت الفاعل (بال) المضاف إلى الضمير العائد على صاحب الحال (الميت) ، فهى حال سببية.
خامسا : أقسام الحال من حيث زمنها :
يقوم هذا القسم من الحال على ارتباط الحال بالحدث العامل فيها زمنيّا مع صاحبها ، وهى تجرى فى هذا الجانب على ما يقسم إليه الزمن من المضىّ والحالى والاستقبالى ، لذلك فإن الحال بهذا النظر تأتى فى ثلاثة أنواع : مقارنة ، ومقدرة ، ومحكية.
أ ـ الحال المقارنة :
وتسمى الحالية ، والمقصود بها الحال المقارنة لحدوث حدثها ، فهى الحال التى تبين هيئة صاحبها أثناء حدوث الحدث القائم فى الجملة ، فالزمن رابط بين الحدث مع صاحب الحال والحال ؛ لذا كانت هذه الحال هى الغالبة من أنواع الحال ؛ لأن الحال تقترن زمانا بعاملها مع صاحبها.
__________________
(١) (إنما) حرف حصر وقصر مبنى لا محل له من الإعراب. (الميت) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعها لضمة.
(من) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (يعيش) جملة فعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (كئيبا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (كاسفا) حال ثانية منصوبة. (باله) فاعل لكاسف مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (قليل) حال ثالثة منصوبة. (الرجاء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.