(وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) [الصافات : ١١١] ، حيث (نبيّا) حال منصوبة من (إسحاق) ، والعامل (بشّر) ، وأنت تلحظ أن زمن الحال ، وهو زمن النبوة ، يكون بعد زمن العامل مع صاحبه ، وهو زمن التبشير.
ومن ذلك أن تقول : ابر هذه الخشبة قلما ، ابن هذا المكان بيتا ، خط هذا الثّوب قميصا. كلّ من (قلما ، بيتا ، قميصا) حال منصوبة ، وزمنها يكون بعد زمن العامل (ابر ـ ابن ـ خط) ، فهى أحوال مقدرة.
ويجوز أن يكون منه قوله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً) [الأعراف : ٧٤].
حيث (بيوتا) حال من المفعول به (الجبال) ، وهى حال مقدرة (١).
ج ـ الحال المحكية :
هى الحال التى لا يتفق زمنها مع زمن عاملها وصاحبها ، كما هو الحال فى المقدرة ، إلا أن المقدرة يكون زمنها فى المستقبل بالنسبة لزمن العامل ، أما المحكية فإن زمنها يكون فى الماضى بالنسبة لزمن عاملها ، لذلك سمّوها محكية.
ومثالها أن تقول : وقد صادفوا الناس وقد انتظموا معانى الحب والوفاء. فالجملة الفعلية «وقد انتظموا» فى محل نصب ، حال من (الناس) ، والعامل فيها : (قد صادفوا) ، وتلحظ أن زمن انتظام معانى الحب والوفاء قبل زمن مصادفتهم للناس ، فزمن العامل بعد زمن الحال.
ومنها أن تقول : أعرض عليه القضية وقد حكم فيها. الجملة الفعلية (وقد حكم) فى محل نصب ، حال من (القضية) ، أو من ضمير الغائب فى (عليه) ، وزمنها يسبق زمن العامل فيها ، وهو (أعرض).
__________________
(١) ينظر : البحر المحيط ٥ ـ ٩٤ / الدر المصون ٣ ـ ٢٩٣.
فى إعراب هذه الآية أوجه :
ـ أن تكون الجبال منصوبة على نزع الخافض ، أى : من الجبال ، فتكون (بيوتا) مفعولا به.
ـ أن يضمن (تنحتون) معنى الفعل المتعدى إلى مفعولين ، أى : تتخذون ، أو تصيرون ، فيكون كلّ من الجبال وبيوت مفعولا به ، والتقدير : تتخذون الجبال بيوتا.
ـ أن يكون (الجبال) هو المفعول به.