ج ـ الحال من الفاعل والمفعول به معا :
قد تبين الحال هيئة الفاعل والمفعول به معا أثناء جريان الحدث العامل فيها ، والجارى من الفاعل ، وعلى المفعول به. وهى ـ حينئذ ـ تدل على أكثر من واحد ، نحو : قابل علىّ محمودا مبتسمين. (مبتسمين) حال منصوبة من الفاعل (على) والمفعول به (محمودا) معا.
ويمكن أن يكون مثالا لذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) [الأنفال : ١٥]. حيث (زحفا) مصدر واقع موقع الحال يصح أن يكون من الفاعل ضمير المخاطبين فى (لقيتم) ، ومن المفعول به الاسم الموصول (الذين كفروا) ، بتضامنهما معا ، حيث إن كلّا منهما يزحف إلى الآخر (١).
وقد يكون لكلّ من الفاعل والمفعول به حال خاصة به تفترق عن الأخرى ، لكن الحالين تشتركان فى الحدث ، فتقول : رأت هند معجبة عليّا مارّا بمنزلها.
ملحوظة : فى قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [الأعراف : ٥٧]. نجد أن المصدر المنصوب (بشرا) يحتمل أن يكون فى موضع الحال من الفاعل الضمير المستتر فى (يرسل) ، ويحتمل أن يكون فى موضع الحال من المفعول به (الرياح).
د ـ الحال من الفاعل والمفعول معه معا :
من أمثلة بعض النحاة (٢) : «جئتك أنا وزيدا راكبين». حيث (راكبين) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الياء ؛ لأنها دالة على مثنى ، وصاحبها الفاعل ضمير المتكلم فى (جئتك) ، والمفعول معه المنصوب (زيدا) معا.
ومنه أرى أنه يمكن أن نأتى بالحال من المفعول معه ، إذ يصح القول : ذهبت أنا ومحمدا محمولا ، حيث (محمولا) حال من المفعول معه (محمد).
__________________
(١) ينظر : البحر المحيط ٥ ـ ٢٩٢.
(٢) شرح القمولى ١ ـ ١٩٠.