ه ـ الحال من المجرور :
قد يكون صاحب الحال مجرورا ، سواء أكان مجرورا بحرف الجر ، أم أكان بالإضافة بشروط.
من أمثلة صاحب الحال المجرور بحرف الجر قوله تعالى : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) [الصافات : ١١٢]. حيث (نبيا) حال منصوبة من الاسم المجرور (إسحاق).
وقوله تعالى : (وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ) [المائدة : ٤٦]. (مصدقا) حال منصوبة من المجرور (عيسى) ، والجارّ (الباء).
ومنه قول الشاعر (سويد بن خذاق) :
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا |
|
فمطلبها كهلا عليه شديد (١) |
حيث (كهلا) حال منصوبة من الضمير المجرور فى (عليه).
ـ أما الحال من الاسم المجرور بالإضافة فإنه لا يجوز أن تأتى الحال من المضاف إليه ؛ لأن العامل فى الحال يكون غير العامل فى صاحبها ـ حينئذ ـ وهذا ممتنع ، حيث ذكرنا من قبل أن الحال يجب أن تتضمن صاحبها ، فيجب أن يكون العامل فيهما واحدا.
لكنه يجوز أن تأتى الحال من المضاف إليه فى المواضع الآتية :
١ ـ أن يكون المضاف بعض المضاف إليه ، نحو قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي)
(صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) [الحجر : ٤٧]. (إخوانا) حال منصوبة من ضمير الغائبين فى (صدورهم) ، و (صدور) المضاف بعض (هم) ضمير الغائبين المضاف إليه.
ومنه أيضا قوله تعالى : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات : ١٢].
(ميتا) حال منصوبة من (أخ) ، وهو مضاف إليه ، واللحم بعض من الأخ. ومن النحاة من يرى أن (ميتا) منصوب بفعل محذوف ، تقديره : أمدح (٢).
__________________
(١) الصبانى على الأشمونى ٢ ـ ١٧٨.
(٢) البحر المحيط ٦ ـ ٤٨٩.