ومثل ذلك ما ذكر من أمثلة سابقة ، ونحو : يقف الجنود على الحدود يقظين متأهبين للدفاع. فكل من (يقظين ، ومتأهبين) حال منصوبة من الفاعل (الجنود) ، وتلحظ فيها أنها نكرة.
ب ـ الحال المعرفة :
سمع فى اللغة أحوال جاءت معرفة ، لكن جمهور النحاة يؤولونها بنكرة ، من ذلك : أرسلها العراك ، أى : معتركة ، أعبد الله وحده ، أى : منفردا ، طلبته جهدك ، أى : مجتهدا.
ومنه قوله تعالى : (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) [المنافقون : ٨] فى قراءة الحسن وابن أبى عبلة : «لنخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ» بإسناد الفعل إلى ضمير المتكلمين ، مع نصب (الأعز والأذل) ، فيكون (الأعز) مفعولا به ، و (الأذل) حال منصوبة ، ويؤولونها بنكرة (ذليلا).
تاسعا : أقسام الحال من حيث تعيين صاحبها :
ذكرنا أن هناك مخالفة بين الحال وصاحبها فى التعيين (التعريف والتنكير) ، ومن المنطق أن يكون صاحب الحال هو المعرفة ؛ لأنه محور أساس بين المتحدث والمستمع ليقام عليه معنى الحال ، ولكننا نجد أن الحال ـ فى التركيب العربى ـ تنقسم إلى قسمين من حيث هذا الجانب : حال من المعرفة ، وأخرى من النكرة.
أ ـ الحال من المعرفة :
تأتى الحال نكرة وصاحبها معرفة ، وهذا هو الأصل ـ كما ذكرنا ـ سواء كان موقعه الإعرابى ، نحو : أقبل الطالب على دروسه فى شغف ، فشبه الجملة (فى شغف) فى محلّ نصب على الحالية من الفاعل (الطالب) ، وتلحظ أنه معرفة بالأداة.
تلحظ ذلك فيما إذا قلت : إنه يؤدى عمله مخلصا ، لقد سعوا إلينا وكلّهم أمل ، توجّه إلى كليته ركضا. كلّ من : (مخلصا) ، والجملة الاسمية (وكلهم