فى تراكيب معينة ، وقد ذكرت ـ تفصيليّا ـ فى موضعها ، مفادها : أن تنتقض العلاقة المعنوية الإيجابية بين ركنى الجملة بالنفى ، ذلك لأن هذا النفى يتطلب معنى سالبا يتلاءم معه ، فيقيم تصحيح العلاقة الإيجابية السابقة مع وجود النفى ومعنى الحال. كأن تقول : ما قرأت الدرس إلا مستوعبا. ومثل النفى النهى.
ـ أو أن تكون فى سياق سؤال ، ومعناها هى الأساس فى المعنى المسئول عنه.
ذلك فى قوله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون : ١١٥]. فالمسئول عنه إنما هو الخلق العابث ، وليس الخلق بمفرده.
ـ وقد تكون الحال غير مستغنى عنها فى جملة الصلة ، أو فى التركيب الشرطى ، أو الجملة الاسمية التى يكون الخبر فيها هو المبتدأ ، حيث يراد
الإخبار عن المبتدإ بالخبر فى حال معينة ، أو فى الإجابة عن سؤال بـ (كيف). فتقول : الذى يحلّ المسألة أسرع يحصل على أعلى درجة ، إن أؤدّ الواجب أؤدّه متقنا ، إنه أخى كريما ، حامدا الله ؛ إجابة عن السؤال : كيف أنهيت طعامك؟
ـ وتكون الحال غير فضلة إذا أغنت عن الخبر ، كأن تقول : إعجابى بالمنظر جميلا.
أمثلة للحال
ـ قوله تعالى : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) [الفجر : ٢١] (دكا دكا) إما مصدر ، وإما منصوبان على الحالية ، وهو أفضل.
ـ (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [العنكبوت : ٦٥].
ـ (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) [الفجر : ٢٢].
ـ (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) [لقمان : ٦].
ـ (قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً) [الأعراف : ١٨].
ـ (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) [المؤمنون : ٤٤] ، أى : متواترين ، أى : واحدا بعد واحد متتابعين.