(وهو قائم) جملة حالية من ضمير الغائب المفعول به «لنادى». أما (يصلى) فإنهم يذكرون فيه أوجها (١) :
ـ أن يكون خبرا ثانيا عند من يرى تعدد الخبر.
ـ أنه حال ثانية من مفعول النداء عند من يجوز تعدد الحال.
ـ أنه حال من الضمير المستتر فى (قائم) فيكون حالا من حال.
وأرى أن الوجه الثانى لا يصحّ ـ معنويا ـ حيث إن المعنى يستلزم وجود العلاقة بين القيام والصلاة ، وبذلك فإن جملة (يصلى) تكون حالا من فاعل (قائم) ، أو خبرا ثانيا للمبتدإ (هو). ولذلك فإنه لا يصح القول : فنادته الملائكة يصلى ....
ـ فى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) [الفرقان ٦٤]. (يبيتون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وهو فعل ناقص ناسخ ، ويمكن أن يعدّ فعلا تاما بمعنى الدخول فى المبيت ، (واو الجماعة) ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم (يبيت) على النقصان ، وفى محل رفع فاعل على التمام. (لربهم) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالسجود والقيام ، أو فى محل نصب خبر (يبيت). (سجدا) خبر (يبيت) منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، ويجوز أن تكون حالا منصوبة من (واو الجماعة) إذا كان (يبيت) فعلا تاما ، أو كانت شبه الجملة فى محل نصب خبر الفعل الناقص (يبيت).
وأرى أن شبه الجملة فى محل خبر (يبيت) ، (وسجدا وقياما) حالان ، حيث يكون المبيت لله ، ثم يقيّد المعنى بالحالين المتضادتين فى المعنى حالى السجود والقيام ، أى : حالى الصلاة وعددها فى المبيت ثلاث ، وحال القيام من غير صلاة ، وربما يتضامنان فى معنى واحد وهو الصلاة ، حيث السجود لا يكون إلا فى صلاة ، والقيام يكون فيها ، ويعبر عنها به. ويحسن ـ كذلك ـ أن نجعل المبيت فعلا تاما ، حتى يعطى معنى الدخول فى المبيت ، وهو تغير فى الأوقات والأحوال ، وفيه صلاتان ، فتكونان لله معبرا عنهما بالسجود والقيام.
__________________
(١) الدر المصون ٢ ـ ٨٢.