فى الاستثناء المنقطع
الانقطاع فى الاستثناء هو ألا يكون المستثنى بعض المستثنى منه حقيقة أو مجازا ، ويتحقق ذلك بطرق :
إحداها : ألا يكون المستثنى من جنس المستثنى منه ، نحو : جاء القوم إلا حمارا.
ثانيتها : ألا يدخل المستثنى تحت أفراد المستثنى منه ، نحو : جاء أبناؤك إلا ابن أخيك.
ثالثتها : ألا يناقض ما بعد (إلا) حكم ما قبلها ، نحو : (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) [الدخان : ٥٦].
ويمكن أن يكون على قسمين عند النحاة (١) :
أولهما : استثناء منقطع يمكن أن يتسلط فيه العامل على المستثنى ، أى : يتوجّه إليه ، وذلك إذا جاز أن ينطلق فيه لفظ المستثنى منه على المستثنى عن طريق المجاز ، ويجوز أن يحلّ محلّه فى التركيب. كأن تقول : ما جاءنى أحد إلا حمارا ، ما فى الدار أحد إلا ثورا. ذلك أن الحمار والثور مما يتصل بالآدميين ، ومما يكون موجودا معهم ، مختلطا بهم ، فالمستثنى ـ وإن لم يكن من جنس المستثنى منه ـ فهو داخل تحته مجازا بالاختلاط واحتمالية الدخول تحت الحكم الأول ، حيث إن الدار تجمع الآدميين والدوابّ وما يخالطهم ، وكأن المتحدث نفى فى الدار الوجود الخاص بمن يعقل فى ظلّ التعبير بأحد على من يعقل وما لا يعقل مما يتصل بالآدميين ، وذلك عن طريق المجاز ، ثم استثنى شيئا مما لا يعقل. كما أنه يمكن القول : ما جاءنى إلا حمار ، فأمكن إطلاق المستثنى موضع المستثنى منه فى التركيب ؛ وهذا يقسم إلى قسمين : استثناء منقطع مجازى موجب. استثناء منقطع مجازى منفى.
والآخر : استثناء منقطع لا يمكن فيه أن يتسلط العامل على المستثنى ، وذلك إذا لم يجز أن ينطلق فيه لفظ المستثنى منه على المستثنى على سبيل المجاز ، إلى جانب
__________________
(١) ينظر : المنتخب الأكمل ١٢٩.