فمثال المتصل : حضر الطلاب إلا طالبين ، جاء القوم إلا آل يوسف. فكلّ من : (طالبين وآل) مستثنى منصوب ؛ لأن المستثنى منه موجود (الطلاب ، والقوم) ، ولا توجد أداة نفى ، وهو استثناء متصل حيث يدخل ما بعد (إلّا) فى معنى ما قبلها ، أى : إنّ المستثنى يصح أن يكون جزءا من المستثنى منه ، ومن ذلك قوله تعالى : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) [البقرة : ٢٤٩] ، حيث نصب المستثنى (قليلا) ؛ لأن الكلام تام موجب وهو استثناء متصل ، فهو استثناء غير مفرغ مثبت متصل.
فى قوله تعالى : (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ) [آل عمران : ٩٣](١). (ما حرّم) مستثنى من اسم (كان) الضمير المستتر فيها ، أو من الضمير المستتر فى (حلا) ، فالاستثناء تام مثبت غير مفرغ ، ومتصل ـ على الوجه الأرجح ـ فصحّ أن يكون الاسم الموصول المستثنى (ما) فى محلّ نصب على الاستثناء.
فى قوله تعالى : (لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء : ٦٢]. الاستثناء تام موجب متصل غير مفرغ ، فيكون ما بعد (إلا) وهو المنصوب (قليلا) منصوبا على الاستثناء من (ذرية).
ـ أما قوله تعالى : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً) [المزمل : ٢ ، ٣]. ففى الموقع الإعرابى لـ (قليلا) ، و (نصفه) أوجه ، منها :
__________________
(١) (كل) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الطعام) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، واسمه ضمير مستتر تقديره : (هو). (حلا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة (كان) مع اسمها وخبرها فى محل رفع ، خبر المبتدإ (كل).
(لبنى) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب ، بنى : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الياء. (إسرائيل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف.
(إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ما) اسم موصول مبنى ، فى محل نصب على الاستثناء. (حرم) فعل ماض مبنى على الفتح. (إسرائيل) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (على نفسه) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالتحريم.