ـ قوله تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٨٩) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ) [النساء : ٨٩ ، ٩٠].
استثناء (الذين) من الفاعل (واو الجماعة) فى (خذوهم ، اقتلوهم) استثناء متصل ، حيث إن المستثنين ليسوا من المسلمين ، فيدخلون ضمن من تنطبق عليه واو الجماعة ، ولذلك استثنوا ، فيكون (الذين) اسما موصولا مبنيّا فى محلّ نصب على الاستثناء.
ـ قوله تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) [النمل : ٥٧]. ما بعد (إلا) امرأته مستثناة من (أهله) ، فيكون الاستثناء متصلا مثبتا موجبا ، ويجب نصب المستثنى (امرأة).
قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ). [القصص : ٨٨].
ـ فى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ). [المائدة : ١]. (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) استثناء متصل مثبت موجب ، فوجب أن يكون الاسم الموصول (ما) فى محلّ نصب على الاستثناء ، وللغويين آراء أخرى عديدة فى محل (ما) من الإعراب (١).
أما (غير) فإنه استثناء بعد استثناء ، والجمهور على أنها حال من الضمير فى (لكم). لكن فيها آراء أخرى (٢).
ومنه قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
[سبأ ٢٠]. حيث الاستثناء موجب تام متصل ، فنصب المستثنى (فريقا) ، وهو مستثنى من واو الجماعة الفاعل فى (اتبعوه).
ومثال الاستثناء المنقطع الموجب : أن تقول : جاء أولادك إلا أولاد أخيك ، حيث نصب (أولاد) الثانية على الاستثناء ، لأن الكلام تامّ لوجود المستثنى منه (أولاد)
__________________
(١) إما نعت لبهيمة ، أو بدل منها ، أو عطف نسق عليها على أن (إلا) حرف عطف ، أو أن الاستثناء منقطع.
(٢) حال من فاعل (أوفوا) ، أو حال من الضمير فى (عليكم) ، أو حال من الفاعل المحذوف الذى حل محله نائب الفاعل (بهيمة) ، أو منصوب على الاستثناء المكرر. ينظر : الدر المصون : ٢ ـ ٤٧٨.