وفى قوله تعالى : (ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [الجاثية : ٢٥]. يكون المصدر المؤول المستثنى (أن قالوا) فى محل رفع ، اسم (كان) مؤخر ، وخبرها المقدم (حجة).
وقول ذى الرمة :
كأنّها جمل دهم وما بقيت |
|
إلا النّحيزة والألواح والعصب (١) |
وفيه يكون ما بعد (إلا) فاعلا مرفوعا لبقى ، لأن الكلام ناقص منفى ، فهو استثناء مفرغ ، والفعل قبل (إلا) يطلب مرفوعا بعد (إلا).
ومثله قوله :
طوى النحز والإجراز ما فى غروضها |
|
فما بقيت إلا الضلوع الجراشع (٢) |
حيث يطلب الفعل (بقى) المرفوع (الضلوع) الواقع بعد (إلا) ؛ لأن الكلام ناقص منفى ، فهو استثناء مفرغ.
__________________
(١) شرح ألفية ابن معطى للموصلى ١ ـ ٥٩٨. الدهم : الذكر الضخم من الإبل. النحيزة : الطبيعة.
(كأنها) حرف تشبيه مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، اسم كأن.
(جمل) خبر كأن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (دهم) صفة لجمل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وما) الواو : للابتداء أو واو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، ما : حرف نفى مبنى. (بقيت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبنى لا محل له. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له.
(النحيزة) فاعل بقى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (والألواح والعصب) عاطفان ومعطوفان على النحيزة مرفوعان.
(٢) النحز : مرض تسعل الإبل ، الأجراز : الهزال ، والأرض التى لا تنبت ، الغروض : جمع الغرض ، وهو مكان السرج وما يشد به ، ويروى (يرى النخز ...) وكذلك : الصدور الجراشع.
ينظر : المحتسب ٢ ـ ٢٠٧ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٨٧ / شرح ألفية ابن معطى ١ ـ ٥٩٩.
(طوى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر. (النحز) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (والإجراز) حرف عطف ، ومعطوف على النحز مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فى غروضها) جار ومجرور ومضاف إليه وشبه الجملة صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب ، أو متعلقة بمحذوف صلة. (الفاء) تعقيبية لا محل لها من الإعراب. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (بقيت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء : للتأنيث حرف مبنى لا محل له. (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الضلوع) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الجراشع) صفة للضلوع مرفوعة ، وعلامة رفعها الضمة.