ومثله قول القحيف بن سليم العقيلى :
وما رجعت بخائبة ركاب |
|
حكيم بن المسيّب منتهاها (١) |
أى : وما رجعت خائبة.
العامل فى الحال :
ذكرنا أن الحال منصوبة دائما أو فى محلّ نصب ، وتدرس قضية العامل بمناقشة فكرتين أساسين :
أولاهما : لماذا تنصب الحال؟
ثانيتهما : العوامل التى يجوز لها أن تنصب الحال.
أولا : لماذا تنصب الحال؟
اختلف فى سبب نصب الحال ؛ فقيل : من قبيل نصب المفعول به ، وقيل : من قبيل نصب الشبيه بالمفعول به ، وقيل : من قبيل نصب الظروف ، ومن النحاة من يلحقها بالمفعول فيه.
ويقرن سيبويه (٢) الحال بالصيرورة فيه ، أو الحدوث فيه ، ويعبر عنها بأمثال : حال مستقر فيها ، فصار حالا وقع فيه أمر ... الخ. كما يربط بينها وبين الظرف ، كما يسميها فى بعض المواضع مفعولا فيها.
وينهج المبرد ذلك النحو (٣) ، كما ينهجه كثير من النحويين.
فتلمس أن جلّ النحاة يجعلون الحال منصوبة لشبهها بالمفعول فيه ، وتعريف النحاة (٤) للحال ، وحرصهم على تضمينها ما فيه معنى (فى) يؤكد شيوع هذا الاتجاه.
__________________
(١) شرح الشافية ٢ لكافية ٢ ـ ٧٢٨.
(٢) ينظر : الكتاب ١ ـ ٣٨٤ ، ٤ / ٢ ـ ٨٩ ، ٩٢ ، ١٨.
(٣) ينظر : المقتضب ٤ ـ ١٦٦ ، ٤٠٠.
(٤) ينظر : الكتاب ١ ـ ٣٨٤ ، ٤٠٠ / ٢ ـ ٨٩ ، ٩٢ ، ١١٨.