وعلامة نصب الأول الألف لأنه من الأسماء الستة ، وعلامة نصب الثانى الفتحة. كما يجوز نصب الجميع على الاستثناء. ويجوز الوجهان فى أى واحد من المستثنيين الآخرين ، فلهذه الجملة ستة أوجه للنطق : الوجهان السابقان ، ثم برفع (أخ) أو نصبه مع نصب الآخرين ، أو برفع (عم) أو نصبه مع نصب الآخرين.
ومثل ذلك : ما أقبل أحد إلا أباك إلا أخاك إلا عمّك. برفع (عم) على البدلية من (أحد) ، أو نصبه على الاستثناء ، أو اتباع الوجهين فى كل واحد من المستثنيين الآخرين.
ملحوظة :
قد يفهم أن الاستثناء المكرر إنما هو استثناء من المستثنى السابق عليه ، ويكون هذا واضحا فى الأعداد ، كأن تقول :
عندى عشرة إلا أربعة إلا ثلاثة. فتقرّ له بتسعة ، حيث استثنيت الأربعة من العشرة ، فالإقرار بعد الاستثناء الأول يكون بستة ، ثم تقر بثلاثة أخرى استثنيت حكمها من حكم ما سبقها من مستثنى ، وهو المخالفة فى الإقرار ، فيكون حكمها بالإقرار ، فتضاف إلى الستة التى أقررت بها ، فيصير مجموع ما أقرّ به تسعة.
أما فى القول : عندى عشرة إلا خمسة سوى ستة ، فهذا لا يجوز لدى النحاة ؛ لأن المستثنى الثانى أكبر من المستثنى الأول ، لكنه ذكر عن الفراء جوازه على أن يكون تقدير المعنى : له عندى عشرة إلا خمسة سوى ستة كانت له عندى ، وبذلك يكون مقرا له بأحد عشر. فالاستثناء من الموجب سالب ، والاستثناء من السالب موجب.
هذا يقتضى القول بأن يجعل كلّ وتر داخلا ، وكلّ شفع خارجا ، وما اجتمع فهو الحاصل (١). فإذا قلت : له مائة إلا عشرة إلا ثلاثة إلا اثنين إلا واحدا ، كان كلّ من : (عشرة واثنين) خارجا من العدد ، وكلّ من : (ثلاثة وواحد) داخلا فى العدد ، فيكون الحاصل اثنين وتسعين. وما كان من ذلك فهو مذهب أهل البصرة والكسائى ، وذهب بعضهم إلى جوازه.
__________________
(١) المساعد ١ ـ ٥٧٦.