القول : ما جاءنى غير زيد أحد غير عمرو أحد. يذكر الخفاف أنك تنصبهما جميعا مع التقديم ، ولا يجوز ذلك مع التأخير (١). ولكننى أرى أن ذلك يجوز مع التأخير ، طبقا للتحليل فى المثل السابق.
ما جاءنى غير زيد غير عمرو. ترفع أحدهما خاصة (٢).
ما أكل أحد غير الخبز غير زيد. تنصب الاثنتين (٣) ، نصب الأولى على المفعولية ، فالاستثناء بالنسبة إليها مفرغ ، أما الثانية فتنصب على الاستثناء ، وأرى أنه يجوز فيها الرفع على البدلية ؛ لأن الاستثناء بالنسبة إليها تام منفى متصل غير مفرغ ، والمستثنى منه قد تقدم.
تقول : عندى عشرة غير خمسة غير اثنين غير واحد. الاستثناء من الاستثناء ، فتكون الأرقام المذكورة فردية فى الترتيب بالموجب ، أما المذكورة زوجية فى الترتيب فإنها تكون بالسالب ، وعلى هذا فقد أقر الناطق للسامع بستة ، حيث : ١٠ ـ ٥+ ٢ ـ ١ ٦.
ولو أنك استثنيت الأخير مما سبقه ، والباقى مما سبقه ، إلى أن تصل إلى المستثنى منه الأول لكانت النتيجة نفسها. فتستثنى الواحد من الاثنين فينتج واحد ، ثم تستثنى الواحد من الخمسة ، فينتج أربعة ثم تستثنى الأربعة من العشرة ، فيكون الناتج النهائى ستة.
تنوع (غير) فى التركيب :
الأصل فى (غير) فى التركيب أن تكون صفة ، لكنك قد تجدها فى أربع صور :
أولاها : وهى الأصل ، أن تكون صفة ، فتتبع ما قبلها من موصوفها فى الإعراب ، كقولك :
اشتريت كتابا غير حديث. (غير : صفة لكتاب منصوبة وعلامة نصبها الفتحة).
__________________
(١) الموضع السابق.
(٢ ، ٣) الموضع السابق.