فإذا قلت : جاء القوم غير محمود. فإن (غيرا) هنا تعطى معنى المخالفة ، فهى استثنائية ، حيث خالفت بين حكم القوم فى مجيئهم ، وحكم محمود فى عدم مجيئه. أما إذا قلت : جاء قوم غير محمود. فإن (غيرا) خالفت بين (قوم) وهو الموصوف ، و (محمود) وهو مع (غير) الصفة. فـ (غير) الاستثنائية مخالفة فى الحكم ، أما الوصفية فهى مخالفة بين ذاتين ، أو ذات وصفة. ومخالفة (غير) الوصفية بين الذات والصفة كأن تقول : حضر أناس غير آمنين ، أو : حضر الأناس غير الآمنين ، والتقدير : حضر أناس مخالفون للآمنين ، أى : حضر أناس فزعون. أو : حضر الأناس الفزعون.
* من أمثلة (غير):
ـ قوله تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) [الأنعام : ٦٨](١). (غير) صفة لحديث مجرورة ، وعلامة جرّها الكسرة.
__________________
(١) (إذا) اسم شرط مبنى على السكون فى محل نصب على الظرفية ، وهو مضاف إليه وهو متعلق بالإعراض. (رأيت) فعل الشرط ماض مبنى على السكون ، وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة فى محل جر بالإضافة إليه (إذا). (الذين) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (يخوضون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (فى آياتنا) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، آيات : اسم مجرور بفى ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر بالإضافة إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالخوض. (فأعرض) الفاء : رابطة للشرط بجوابه ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أعرض : فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، والجملة الفعلية جواب الشرط ، لا محل لها من الإعراب. (عنهم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإعراض. (حتى) حرف غاية وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب ، (يخوضوا) فعل مضارع منصوب بعد أن المحذوفة بعد حتى ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والمصدر المؤول فى محل جر بحتى ، وشبه الجملة متعلقة بالإعراض. (فى حديث) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالخوض. (غيره) صفة لحديث مجرورة ، وعلامة جرها الكسرة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إليه ، وهذا الضمير إما عائد على الحديث ، وإما عائد على الخوض.