ذاكرت الدرس كثيرا بيد أننى لم أفهمه.
استمعت فى إنصات بيد أننى شارد الذهن.
سمير غنى بيد أنه بخيل.
عدا ، وخلا ، وحاشا
يلحظ ما يأتى (١) :
أ ـ (عدا وخلا وحاشا) ألفاظ تتردد فى الاستثناء بين كونها فعلا ، وكونها حرف جرّ ، على اختلاف بين النحاة فى كلّ واحد منها.
ب ـ لذلك فإن ما بعدها من مستثنى يجوز أن ينصب على المفعولية باحتسابها أفعالا ، ويجوز أن يجرّ بها باحتسابها حروفا خافضة.
ج ـ إذا احتسبت أفعالا فإن الاستثناء بها يجب أن يكون تاما متصلا ، فإن أفعال الاستثناء لا تكون للاستثناء المفرغ ولا للمنقطع.
د ـ إذا كانت أفعالا فإن فاعلها يكون محذوفا ، ويقدر بـ (بعضهم) ، وضمير الغائبين يعود على المستثنى منه ، أى : جاوز ، أو : تعدى أو فارق ، أو : تحاشى بعض المستثنى منه المستثنى ، وما دام بعضهم جاوزه فسائرهم قد تجاوز كذلك.
ويرى البصريون أن الفاعل مضمر يعود على (بعضهم) المفهوم من الكلام ، وهو عند البصريين مضمر يعود على (فعلهم) المفهوم من الفعل السابق.
وأرى ـ على غير ما فسر به النحاة ـ أن الفاعل المضمر لهذه الأفعال إنما يقدر بما يعود على المصدر المفهوم من الفعل المذكور. فإذا قلت : جاء الطلاب عدا محمودا ، يكون التقدير : .... عدا المجىء محمودا ، أى : تجاوز مجيئهم محمودا. (جاء) فعل ماض مبنى على الفتح. (الطلاب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (عدا) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، وفاعله محذوف ، تقديره :
__________________
(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٣٤٩ / المقتضب ٤ ـ ٤٢٦ ـ ٤٢٧ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٧٨ / شرح ألفية ابن معطى ١ ـ ٦١٣ / شرح الكافية للرضى ١ ـ ٣٤٤.