ـ ومن النحاة من جوّز الوجهين.
تقول : ما أتانى أحد إلا أبوك خير من زيد ، يرفع (أبو) على البدلية من أحد ، ويجوز أن تنصبه على الاستثناء ، وقد تقدم المستثنى (أبو) على صفة المستثنى منه (خير).
ومثله أن تقول : ما وقف طالب إلا أحمد أفضل فى إجابته من على ، برفع (أحمد) على البدلية ، وبنصبه على الاستثناء.
ما قابلت أحدا إلا سميرا أطول من محمود ، بنصب (سمير) على وجهى البدلية والاستثناء.
وتقول : ما مررت بأحد إلا عمرو خير من زيد. حيث (عمرو) مستثنى من (أحد) ، و (خير من زيد) صفة للمستثنى منه ، فيجوز أن تخفض (عمرا) على البدلية من (أحد) ، ويجوز أن تنصبه على الاستثناء.
وتقول : ما أعجبت بإجابة طالب إلا رفيقا أكمل من إجابة الأول ، بنصب المستثنى (رفيق) على الاستثناء ، وبجره على البدلية من (طالب) ، مع ملاحظة أنه قد تحتسب المستثنى محذوفا مقدرا بإجابة.
ما قرأت كتابا إلا كتاب النحو خيرا من كتاب الرياضيات.
رابعا : الاستثناء المفرغ باعتبار الصفات :
الاستثناء المفرغ حكمه معنويا نقض الحكم عن كلّ ما عدا المستثنى ، ويصحّ أن يكون فى الصفات ، بأن يكون الغرض منه إظهار الصفة دون غيرها. فتقول : ما جاءنى أحد إلا قائم ، وما صادقت أحدا إلا أخلاقه حسنة ، وما مررت بأحد إلا زيد خير منه. فكلّ من : (قائم ، أخلاقه حسنة ، زيد خير منه) صفة لما قبل (إلا) ، وجاز أن تستثنى بـ (إلا) لإظهارها صفة فيه دون الصفات الأخرى ، مع ملاحظة أن الاستثناء ناقص منفى فهو مفرغ ، فتعرب كل هذه الصفات تابعة لموصوفها ،