فـ (قائم) صفة لأحد مرفوعة ، و (أخلاقه حسنة) فى محلّ نصب صفة للمفعول به المنصوب (أحدا) ، والجملة الاسمية (زيد خير منه) فى محل جر نعت للمجرور بحرف الجر الباء (أحد).
ولكننا نجد من النحاة من يرى أنه لا يلى (إلا) نعت ما قبلها ، حيث لا يفصل بين الصفة والموصوف ، فإذا ذكر ما يوهم الصفة فإنها تكون حالا لما قبلها ، أو تعرب صفة على البدل من المذكور. كأن تقول : ما لقيت رجلا إلا راكبا ، فـ (راكبا) حال من رجل ، أو صفة لمحذوف بدل منه ، والتقدير : إلا رجلا راكبا.
ولكن من النحاة من يجيز الفصل بـ (إلا) بين الموصوف وصفته ، وعليه فإن ما بعدها فى المثال السابق يعرب صفة ، ويفصل بين النعت والمنعوت بفواصل خاصة ، قد نجعل منها (إلا) الاستثنائية ؛ لأنها ـ حينئذ ـ تكون غير مؤثرة إعرابيا.
خامسا : تأويل الفعل المستثنى بالاسم :
يكون الفعل فى موضع الاسم مستثنى مذكورا بعد الأداة ، كأن تقول : أنشدك الله إلا فعلت ، أى : أنشدك الله فعلك. ومثله : ما تأتينى إلا قلت خيرا ، وما تكلّم أحمد إلا ضحك ، ويقدّر ما بعد (إلا) بالاسم ، فيكون : إلا قائلا خيرا ، وإلا ضاحكا. وقد ذكر ذلك سابقا ، إلا أننى أردت التنبيه إليه.
سادسا : العامل فى المستثنى :
يختلف النحاة فيما بينهم فى العامل فى المستثنى (١) ، وعندما نتعرض للعامل ـ هنا ـ فإنما نتعرض للعامل فى المستثنى المنصوب ، أما أوجه الإعراب الأخرى فى المستثنى كالبدلية أو الفاعلية أو المفعولية أو غيرها فإن العامل فيها يوجّه تبعا لما ذكر فى مواضعها الخاصة بكلّ منها ، ذلك على النحو الآتى :
أ ـ يرى جمهور النحاة وعلى رأسهم سيبويه والسيرافى والفارسى وابن الباذش أن المستثنى المنصوب إنما نصب بالفعل الذى يسبقه ، أو ما هو فى معنى الفعل ،
__________________
(١) ينظر : المقتضب ٤ ـ ٣٩٠ / كشف المشكل ١ ـ ٥٠٦ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٧٦ / شرح الجمل لابن عصفور ٢ ـ ٢٥٣ المساعد ١ ـ ٥٥٦.