صفة الإبهام التى تحتاج إلى تمييز ، حيث يذكر بعده نكرة منصوبة تميزه ، فتقول :
ربه رجلا صالح ، وربّه نجارا أقبل إلىّ. ويكون (رجلا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو يميز الضمير المبهم الواقع فى محلّ رفع ، مبتدأ ، وهو ضمير الغائب فى (ربّ).
ومن أمثلة ذلك قول الشاعر :
ربّه فتية دعوت إلى ما |
|
يورث المجد دائبا فأجابوا |
حيث ميزت النكرة الجامدة (فتية) الضمير المجرور لفظا بربّ ، وهو مبهم حيث سبق بـ (رب) التى لا تدخل إلّا على النكرات.
ج ـ الضمير المتعجّب منه :
الضمير المتعجب منه يحتاج إلى ما يميّزه ؛ لأن الضمير يكون لكلّ الأسماء ـ ذوات ومعانى ـ فعندما يذكر فى أسلوب تعجب فإنه يكون مبهما ؛ لأنه لا يذكر ما يرجع إليه من اسم المعنى أو اسم الذات المحدد الذى لا يقبل التنقل ، ولذلك كان فى حاجة إلى التمييز. من أمثلة ذلك أن تقول : يا له رجلا ، يا لها قصة ، يا لك ليلا. كلّ من (رجل ، وقصة ، وليل) نصب على التمييز للضمير المبهم الذى يسبقه ، ولذلك فإن كلّا منها يتضمّن (من) ، والتقدير : من رجل ، من قصة ، من ليل ، وقد صرح بها امرؤ القيس فى قوله :
فيالك من ليل كأنّ نجومه |
|
بكلّ مغار الفتل شدّت بيذبل (١) |
__________________
(١) (يا) حرف نداء تعجبى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لك) اللام : حرف جر مبنى لا محل له ، وفتح من أجل التعجب ، وكاف المخاطب مبنى فى محل جر باللام. وهو المنادى معنى ، والأسلوب تعجبى لا محل له. (من) حرف جر مبنى لا محل له. (ليل) اسم مجرور بمن ، وعلامة جره الكسرة. (كأن) حرف تشبيه مبنى لا محل له. (نجومه) اسم كأن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (بكل) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالشد. (مغار) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (الفتل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (شدت) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول ، والتاء للتأنيث حرف مبنى ، لا محل له إعرابيا ، ونائب الفاعل ضمير مستتر مبنى فى محل رفع. والجملة الاسمية المنسوخة فى محل جر ، نعت لليل. (بيذبل) الباء : حرف جر مبنى لا محل له. يذبل : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف ، وحرك بالكسر من أجل الروى.