ه ـ الإضافة : يتحقق تمام الاسم بذكر ما أضيف إليه ، فيكون التنوين فى المضاف ظاهرا أو مقدرا ، نحو : ما فى السماء كفّ راحة سحابا ، حيث (سحابا) تمييز منصوب لكف ، وقد نصب لأن كفا اسم تمّ ذكره فى الجملة بما ذكر بعده من مضاف إليه وهو (راحة) ، فإن لم يكن (كف) منونا فإن ما أضيف إليه حمل التنوين ، إلى جانب أن الإضافة تنوب مناب التنوين ، فالتنوين والإضافة يتناوبان الاسم ، ولا يجتمعان فيه.
ويجعلون من ذلك القول : على التمرة مثلها زبدا. حيث إن الاسم (مثل) يتمّ بضمير الغائبة المضاف إليها ، وينصب (زبدا) لامتناع إضافة (مثل) إليها مع وجود الهاء.
القسم الثانى : تمييز النسبة :
وهو تمييز الجملة ، التمييز الذى يرفع إبهام العلاقة بين ركنى الجملة الأساسين ، أو بين أحدهما وفضلة ، كأن تقول : طاب الضيف ، فهذه جملة فعلية تامة الركنين ، لكن العلاقة المعنوية بين الفعل وفاعله مبهمة ؛ لأنها علاقة عامة ، تصلح أن يكون لها جهات دلالية متعددة ، حيث طيب الضيف يمكن أن يكون فى المأكل أو المشرب أو المثوى أو النفس ، ... إلخ ، وهذه العلاقة لا تتحدد إلا بتمييز منصوب ، أما سائر المنصوبات التى تصلح فى هذا التركيب كالمفعول المطلق والمفعول معه ، ولأجله ، والمفعول فيه ، والحال ... فإنها لا تحدد الدلالة النابعة من العلاقة بين الفعل (طاب) ، وفاعله (الضيف) ، ولكن هذه يمكن أن تتحدد باستخدام التمييز ، فتقول : طاب الضيف مأكلا ، أى : فى أشيائه المأكولة.
ومثله أن تقول : أتريد أن تهيننى خلقا ، حيث إهانة الإنسان تكون ذات جهات دلالية متعددة ، فتتحدد بالتمييز المنصوب (خلقا). فتمييز النسبة تمييز علاقة بين مكونات جملة ، أما تمييز الاسم فهو تمييز جهة دلالية فى ذات واحدة.
يقسم النحاة تمييز النسبة أو تمييز الجملة إلى قسمين ، أولهما : تمييز نسبة محول ، والآخر : تمييز نسبة غير محوّل ، وهذا التقسيم ينبنى على الأداء الموقعىّ للتمييز فى الجملة قبل التحويل إلى تمييز أو عدم وجود أداء موقعى ، فإن كان للتمييز أداء موقعى مفهوم فى الجملة المميزة فهو محول عن هذا الموقع ، وإن لم يكن له موقع فى الجملة المميزة فهو تمييز غير محول.