ومنه قولك : يزيد إشراقا واستنارة ، يزدان كلامه فصاحة وبيانا.
وفى قوله تعالى : (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [هود : ٢٤]. (مثلا) اسم نكرة جامد منصوب على التمييز للجملة (يستويان) ، وهو منقول من الفاعلية ؛ لأن الأصل : هل يستوى مثلهما.
ومنه قوله تعالى : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) [الزمر : ٢٩]. وفيه نصب (مثلا) بعد (يستويان) على التمييز المنقول من الفاعلية.
وقوله تعالى : (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا) [يوسف : ٣٠]. (حبا) منصوب لأنه تمييز منقول من الفاعلية ، والتقدير : قد شغفها حبّه.
وأرى أن يكون منه قوله تعالى : (وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) [الكهف : ١٨]. حيث يجوز أن يكون التقدير : ولملأك الرعب منهم ، فيكون (رعبا) تمييزا منصوبا محولا عن الفاعلية. وقد يعرب مفعولا به ثانيا.
من التراكيب التى نلحظ فيها تحول التمييز فى أحد وجهيه الإعرابيّين من الفاعلية قوله تعالى : (كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً) [الكهف : ٩١]. حيث تعرب (خبرا) تمييزا منصوبا ، وهو محول من الفاعلية ، والتقدير : وقد أحاط خبرنا ، وقد يكون نائبا عن المفعول المطلق ؛ إذ يمكن أن نجعله مرادفا لمصدر الفعل (أحاط).
__________________
مبنيان ، وشبه الجملة فى محل جر ، صفة لشىء. (نفسا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فكلوه) الفاء : واقعة فى جواب الشرط حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. كلوه : فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة فى محل جزم ، جواب الشرط. (هنيئا) نائب عن المفعول المطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والتقدير : أكلا هنيئا ، أو : حال منصوبة ، وعلامة نصبه الفتحة ، والتقدير : هانئين. (مريئا) مثل إعراب (هنيئا).