رجلا ، وويلمه شجاعا. فإنه يكون تمييز نسبة ؛ لأن الضمير لمّا كان المقصود به معروفا أصبح لا يحتاج إلى مفسّر ، فخلص التمييز للعلاقة القائمة بين أركان أسلوب التعجب ، أو لبيان جهة التعجب ، وهو المعنى المفاد من مجموع الأسلوب.
ج ـ وأرى أن الاسم المنصوب الذى يميز ضمير الغائب إنما هو من قبيل تمييز النسبة ؛ لأن المقصود الدلالىّ من التراكيب السابقة يكمن فى معنى التعجب ، وإنما يكون التعجب من وجود أطراف هى : المتعجب منه ، وجهة التعجب ، أما جهة التعجب فإنها تفاد من التمييز المنصوب ، ولكن المتعجب منه إن احتسب الضمير بمفرده كان ذلك من قبيل الذات أو المفرد ، وإن كان المتعجب منه من مجموع الضمير ـ وما تألف منه من كلمات وسمته وخصّته بالتعجب كحرف النداء مع اللام المفتوحة ، أو الفعل مع فاعله ، أو المصدر مع جملته الفعلية المقدرة ، ... أو غير ذلك ـ كان التمييز تمييز نسبة.
وأنوه إلى اختلاف المنصوب فى معظم هذه التراكيب بين التمييز والحال ، ويتضح ذلك فى موضعه.
د ـ ومما يختلف فيه بين النصب عن تمام الجملة والنّصب عن تمام الاسم القول : دارى خلف دارك فرسخا ، حيث يميز (فرسخا) الخلفية فقط ، فيكون تمييزا للذات ، أو : يميز العلاقة القائمة بين دارى ودارك ، وهى الخليفة ، فيكون تمييزا للنسبة ، وكونه تمييزا للنسبة أرجح.
تمييز الأسماء العاملة
الأسماء العاملة عمل الفعل تشبه الجملة الفعلية ؛ لأن الاسم العامل فيها بمثابة الفعل والركن الآخر للجملة ، أو أنه بمثابة الفعل وما أضيف إليه أو نصبه أو رفعه بمثابة الركن الآخر ، لذا فإن ما يميز هذه الأسماء يكون تمييز نسبة.
والأسماء العاملة عمل الفعل من حيث التمييز تنقسم إلى قسمين :
أ ـ المصادر. بـ ـ الصفات المشتقة.