أ ـ تمييز المصادر :
المصدر مع ما أضيف إليه أو رفعه أو نصبه يمكن أن يكونا جملة ، والعلاقة بين المصدر والركن الآخر قد تكون مبهمة تحتاج إلى تفسير وتوضيح وتحديد ، ويكون هذا عن طريق التمييز. ويمكن لنا أن نتقابل مع عدة تراكيب فى الجملة العربية للتعبير عن تمييز المصدر ، يمكن أن نجملها فى قسمين :
أولهما : أن يضاف المصدر إلى تمييزه ، وحينئذ يجرّ بالإضافة. فتقول : أعجبنى طيب نفسه ، وطيب النفس ، أحب فيه كرم خلقه ، وكرم الخلق. تلحظ أن التمييز (نفسا ، وخلقا) مضاف إلى المصدر (طيب ، وكرم) فلزم الجرّ.
والآخر : أن يضاف المصدر إلى غير تمييزه ، حينئذ يجب أن ينصب التمييز ، فتقول :
أعجبنى طيبه نفسا ، وكرمه خلقا ، المصدر (طيب وكرم) أضيف كل منهما إلى ضمير الغائب ، ففصل الضمير بين المصدر وتمييزه ، فوجب نصب
التمييز (نفسا وخلقا).
ب ـ تمييز الصفات المشتقة :
الصفة المشتقة صفة عامة فى علاقتها بموصوفها ـ مهما كان موقعها الإعرابى ـ وهذه العلاقة العامة تحتاج إلى توضيح وتفسير وتحديد باستخدام ما يميزها ، فإذا قلت : هو طويل ، فإن صفة الطول تحتمل جهات دلالية عديدة ، فهى بمثابة المبهم الذى يحتاج إلى ما يميزه ، لذلك كان المنصوب الذى يحدد الجهة الدلالية للصفة المشتقة تمييزا ، حيث تقول : هو طويل يدا.
ولما كانت الصفة المشتقة ـ فى لفظها ـ جامعة بين الموصوف وصفته ؛ كانت بمثابة الجملة الفعلية ، ولذلك فهى يمكن أن تعمل عمل الفعل ، لهذا كانت من قبيل تمييز النسبة ؛ لأن ما يميّزها إنما يحدد علاقة ، وما يميز العلاقة تمييز نسبة.
من أمثلة ما ينتصب على التمييز بعد الصفات المشتقة :
١ ـ بعد صيغة اسم الفاعل :
نحو : هو متفقّئ شحما ، البيت ممتلئ خيرا ، العدو مشتعل غيظا. كلّ من الأسماء الجامدة النكرة (شحما ، وخيرا ، وغيظا) منصوب على التمييز ، وهو تمييز نسبة لأنه ورد بعد أسماء الفاعلين (متفقئ ،