ج ـ ما احتمل النصب والجرّ بالإضافة :
ضابطه المعنوى : أن يكون التمييز فى التركيب هو المفضّل فى المعنى.
أما ضابطه اللفظى : فهو أن يصحّ أن يكون التمييز خبرا عن المفضل وتجعل اسم التفضيل صفة للتمييز ، ويجب أن يكون التمييز صفة مشتقة ، وليس اسما جامدا ، وهذا الضابط الأخير يفترق به هذا القسم عما سبقه مما هو واجب الجر ، حينئذ تفصل بين اسم التفضيل التمييز بالتنوين ظاهرا أو مقدّرا. كما هو فى قوله تعالى : (فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف : ٦٤]. حيث (حافظا) تمييز ـ على الوجه الأرجح ـ لاسم التفضيل (خير) ، فهو تمييز نسبة ، وقراءة الأعمش بجرّ (حافظ) بالإضافة (خير حافظ).
ملحوظة :
إذا قلت : (هو أكرم أب) ؛ فإنه هو الأب ؛ لأن الإضافة تجعل المضاف والمضاف إليه بمثابة الاسم الواحد ، فكأنك قلت : هو أب أكرم. أما إذا قلت : (هو أكرم أبا) ؛ فإنه ليس الأب ، ولكنه ابن هذا الأب الذى ميّز به اسم التفضيل. حيث أراد المتحدث أن يبيّن أن فيه جهة من معنى الكرم ، فميّزها بالأب ، فنصب على التمييز. أما إذا عددت (أبا) حالا ؛ حيث يكون اسما جامدا مؤوّلا بالمشتقّ ؛ فإنه يكون الأكرم فى حال احتسابه أبا ، أو بالنظر إلى أبوّته.
فلتلحظ كيف يتفق التوجه الإعرابىّ مع التوجّه المعنوىّ ، مع الخلاف فى العلامة الإعرابية أو الاتفاق فيها.
ـ وكذلك كل ما يعمل عمل الفعل من اسم الفعل ، وأساليب التعجب ، والنداء التعجبى وغيرهما. نحو : حسبك بالقرآن كتابا. يا لعلىّ أبا ، ويلمّ لذات الشباب معيشة.
* * *