قضية الرتبة فى التمييز
تدرس قضية الرتبة فى التمييز من جانبين تبعا لقسميه :
أولهما : الرتبة وتمييز الذات :
ينظر إلى رتبة تمييز الذات من حيث أركان التركيب ، حيث احتمال تقدم التمييز على العامل ، أو توسطه بين العامل والمميّز.
١ ـ تقدم التمييز على عامله ومميزه :
يتفق جمهور النحاة ـ وعلى رأسهم سيبويه ـ على أن التمييز لا يتقدم على عامله ومميزه ، وكذلك كلّ ما انتصب عن تمام الاسم ، ويعللون لذلك بأن عامل التمييز ضعيف ، ومشابهته للفعل مشابهة ضعيفة ، كما أنّ التمييز فاعل فى المعنى ، ولا يجوز أن يتقدم الفاعل على فعله. فتقول : أنفقت خمسة وعشرين جنيها ، لا يجوز تقديم التمييز (جنيها) على مميّزه العدد (خمسة وعشرين) ، وكذلك سائر أقسام تمييز المفرد. وما ذكر من شواهد لتقديم التمييز على عامله ومميّزه يرفضه جمهور النحاة ، ويجعلونه شاذّا لا يقاس عليه.
أما إذا كان الفعل غير متصرف فإنهم يمنعون تقديم التمييز مطلقا.
ومن الشواهد التى يذكرها النحاة لتقديم التمييز على عامله ، ويجعلونها ضرورة قول أبى الهول الحميرى :
ولست إذا ذرعا أضيق بضارع |
|
ولا يائس عند التّعسّر من يسر (١) |
__________________
(١) (لست) ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. (إذا) ظرف زمان مبنى ، فى محل نصب متعلق مضارع. (ذرعا) تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (أضيق) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. (بضارع) الباء : حرف جر زائد ، ضارع : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (ولا يائس) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له ، لا : حرف نفى لتأكيده مبنى لا محل له. يأس : معطوف على ضارع منصوب مقدرا. (عند) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق باليأس. (التعسر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (من يسر) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة باليأس.