وقول الشاعر :
ضيّعت حزمى فى إبعادى الأملا |
|
وما ارعويت ورأسى شيبا اشتعلا (١) |
حيث تقدم التمييز (شيبا) على العامل (اشتعل) ومميزه الضمير المستتر فاعل (اشتعل). وقول الشاعر :
أنفسا تطيب بنيل المنى |
|
وداعى المنون ينادى جهارا (٢) |
فقد تقدم التمييز (نفسا) على عامله (تطيب).
لكنّ بعض النحاة يجيز تقديم التمييز على مميزه وعامله إذا كان فعلا متصرفا ، وعلى رأس هؤلاء الكسائى وأبو عثمان المازنى والمبرد ، ويحتجون لذلك بقول المخبل السعدى :
أتهجر ليلى بالفراق حبيبها |
|
وما كان نفسا بالفراق تطيب |
حيث تقدم التمييز المنصوب (نفسا) على عامله (تطيب) ، ومميزه وهو الجملة.
قال أبو إسحاق : الرواية : (وما كان نفسى بالفراق تطيب) (٣) ، وعلى هذه الرواية لا شاهد فى هذا الموضع ولا تقديم لتمييز ؛ لأن (نفس) أصبحت اسم (كان) مرفوعا.
كما يستشهدون لتقديم التمييز على عامله بقول الشاعر :
__________________
(١) (الأملا) مفعول به للمصدر إبعاد ، منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والألف للإطلاق حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (رأس) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، خبره الجملة الفعلية (اشتعل).
(٢) (أنفسا) الهمزة للاستفهام حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. نفسا : تمييز مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (تطيب) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت.(بنيل) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بتطيب. (المنى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (وداعى) الواو : ابتدائية لا محل لها. داعى : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (المنون) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (ينادى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدأ. (جهارا) حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة.
(٣) المقتصد ٢ ـ ٦٩٤.