ـ إذا كان الفعل متصرفا ، والتمييز منقول ، فإن أغلب النحاة وعلى رأسهم سيبويه يمنعون التقديم.
ـ ولكن الكسائى والجرمى والمازنى والمبرد يجيزونه ، واختاره ابن مالك.
ـ وإن كان الفعل غير منصرف ، والتمييز منقول ، فإنه لا يجوز التقديم ، نحو :
زيد أحسن وجها من عمرو.
ـ كذلك يمتنع التقديم إن كان التمييز غير منقول ، نحو : كفى بمحمد صديقا.
جر التمييز بـ (من)
ذكرنا أن (من) الجارة علم على التمييز ، إذ شرطه صحة دخول (من) عليه ؛ لذا فإنه يجوز أن يجرّ التمييز بـ (من). لكن هناك أفكارا متعلقة بهذه القضية يراد إيضاحها.
دلالة (من) الجارة فى التمييز :
يختلف النحاة فيما بينهم فى الأداء الدلالىّ لـ (من) الجارة فى التمييز ، على النحو الآتى :
منهم من يذهب إلى أنها زائدة للتبعيض ، وينسبونه إلى سيبويه ، أى : إن ما بعدها يكون منصوبا تقديرا ، ويستدلون على ذلك بالعطف على مجرورها بالنصب فى قول الحطيئة :
طافت أمامة بالرّكبان آونة |
|
يا حسنه من قوام ما ومنتقبا (١) |
__________________
(١) ينظر : شرح التصريح : ١ ـ ٣٩٨. (طافت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف للتأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أمامة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بالركبان) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالطواف. (آونة) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يا حسنه) يا : حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. حسن : منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة ، والنداء يفيد التعجب. (من قوام) جار ومجرور ، وهو تمييز المتعجب منه المنادى. (ما) حرف صلة للتأكيد. (ومنتقبا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. منتقبا : معطوف على محل قوام وهو النصب ، وعلامة نصبه الفتحة.