(شهرا) تأكيد للمضمون من (إن عدة الشهور). الحال تكون مؤكدة لعاملها أو لصاحبها أو لمضمون الجملة السابقة عليها ، لكن التمييز لا يكون كذلك ، فهو فى هذا الموضع ليس مؤكدا لعامله ولا لمميزه.
بين الحال والتمييز
يذكر النحاة فروقا بين الحال والتمييز (١) ، نذكر هذه الفروق مقسمة إلى ما يخص الجانب الدلالى ، وما يخص بنية كلّ منهما ، ثم ما يخص الجانب التركيبى ؛ على النحو الآتى :
أولا : ما يخص الجانب الدلالى :
ـ تكون الحال مبينة لهيئة شىء ما أثناء إحداث فعل ؛ لذا كانت اسما أو جملة أو شبه جملة. لكن التمييز يحدد جهة دلالية لذات ما مبهمة ، أو لنسبة مبهمة فى جملة ؛ لذا كان اسما فقط.
ـ قد تتعدد الحال ؛ لأنها بمثابة الصفة والخبر ، أما التمييز فإنه لا يتعدد ؛ ليساير ما ورد من أجله من تحديد جهة دلاليّة واحدة لما يميزه. لكنه قد يكون معطوفا على آخر.
وليس من تعدد التمييز فكرة توالى تمييزين التى ذكرناها سابقا فى مثل : زرعت أربعة فدادين قطنا.
ـ قد تأتى الحال مؤكدة لعاملها ، أو لصاحبها ، أو لمضمون الجملة قبلها ، نحو قوله تعالى : (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [العنكبوت : ٣٦] ، وقوله تعالى :(وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) [يونس : ٩٩]. وقولك : هذا أبوك عطوفا. حيث الاسم المنصوب (مفسدين) حال مؤكدة لعاملها تعثى ، و (جميعا) حال منصوبة مؤكدة لصاحبها (من) ، و (عطوفا) حال منصوبة مؤكدة لمضمون الجملة (هذا أبوك).
__________________
(١) ينظر : الصبان على الأشمونى على الألفية ٢ ـ ٢٠٢.