وقد يرد التمييز صفة مشتقة ، كأن تقول : لله دره فارسا ، ويحه طالبا ، كفى بالله ناصرا ، (وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً) [الفرقان : ٥٨] ، حيث كلّ من (فارسا ـ طالبا ـ ناصرا) تمييز على أحد وجهين ، وكلّ منها مشتق (اسم فاعل).
ثالثا : ما يخص الجانب التركيبى :
أما من حيث خصائص التركيب فإن الحال قد تتقدم على صاحبها ، أو على عاملها إذا كان متصرفا ، إن فعلا ، وإن وصفا مشتقا ، ولكن التمييز لا يتقدم على عامله عند كثير من النحاة.
مواقع بين الحال والتمييز :
اختلف النحاة فيما بينهم فى توجه موقع بعض الأسماء فى تراكيبها بين الحال والتمييز ؛ منها :
ـ القول : هذا خاتمك حديدا ، وبابك ساجا ... إلخ ، حيث كلّ من (حديدا ، وساجا) منصوب ، وهو اسم نكرة جامد ، فاختلفوا فى سبب نصبه بين الحال والتمييز ، حيث إنه حال جامدة ؛ لأنها مبينة لأصل صاحبها ، وهو من المواضع التى تأتى فيها الحال جامدة.
ومثلها إذا كانت الحال فرعا لصاحبها ، أو مبينة لنوعه ، كأن تقول : هذا قطنك ثوبا ، وهذا مالك ذهبا. ومنهم من يرى أن موضع هذه الأسماء النصب على التمييز ، حيث إنها أسماء جامدة ، ولكنها إلى الحال أرجح.
ـ القول : كرم محمد ضيفا ، حيث (ضيفا) تنصب على التمييز ؛ لأنها تحدد النسبة فى العلاقة بين الكرم ومحمد ، ومنهم من يرى أنها تنصب على الحالية ، حيث إن الكرم حدث لمحمد وهو ضيف.
ـ التراكيب : ـ كفى بالله ناصرا (١) ـ (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) [النساء : ٨١] ـ
__________________
(١) (كفى) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح المقدر. (بالله) الباء : حرف جر زائد للتوكيد والإلصاق مبنى ، لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (ناصرا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والمفعول به لكفى محذوف يقدر بكفاكم.