إذا قلت : عندى جبّة خزا. فإن (خزا) فيها أوجه تبعا للمعنى :
ـ إن أردت مقدار الخزّ فإنها تنصب على التمييز. أو : أردت جهة الأصل.
ـ وإن أردت الصنع والخام فإنها تنصب على الحالية.
ـ يجوز أن ترفعها على أنها نعت لما قبلها ، فتقول : عندى جبة خزّ.
ـ يجوز أن تجرّ على الإضافة إلى ما قبلها ، فتقول : عندى جبة خزّ.
ـ كما يجوز أن تجرّ بـ (من) التى تفيد معنى البعضية ، فتقول : عندى جبة من خزّ.
* * *
* الخلاف الدلالى للتمييز فى القول : كرم زيد أبا : إن صحّ أن يكون التمييز خبرا للاسم قبله أو لملابسه المقدّر ، نحو : كرم زيد أبا ، جاز فيه وجهان (١) :
أولهما : أن يكون (زيد) هو الأب ، والتقدير : كرم زيد نفسه أبا ، وصحته أنه يجوز أن تدخل عليه (من) الجارة ، أى : كرم زيد من أب ، وتكون (أب) تمييزا منصوبا للعلاقة بين الكرم وزيد ، ولا يكون محوّلا عن الفاعل. ويصح أن تقول : زيد أب ، أو زيد كرم.
ثانيهما : أن يكون المميز ليس زيدا ، وإنما هو أبوه ، ويكون التقدير : كرم أبو زيد ، أى : ما أكرم أباه ، ويكون تمييز نسبة محولا من الفاعل ، وصحته أنه لا يجوز أن تدخل عليه (من) الجارة.
ولا يصح أن تقول فى هذا التقدير : زيد أب ، ولا زيد كرم. فالمعنى على التقدير الأول أن زيدا هو الأب ، وهو المنسوب إليه الكرم. وعلى التقدير الثانى أن أبا زيد هو المنسوب إليه الكرم.
__________________
(١) ينظر : ارتشاف الضرب ٢ ـ ٣٧٩.