٢ ـ من حيث علاقة العدد بتمييزه : (العددان ١ ، ٢):
العددان (واحد واثنان)
لا يحتاجان إلى تمييز استغناء بالأسماء الدالة على المفرد ، والأسماء الدالة على المثنى ، حيث يقال : رجل وامرأة ، فلا يشكّ فى وحدة كلّ منهما ، ويقال : رجلان ، وامرأتان ، فيعرف أن العدد اثنان من الرجال ، واثنتان من النساء.
قال تعالى : (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ) [يوسف : ٣٦] ، حيث عبرت الآية عن عدد الفتية ، وكانا اثنين بتثنية (فتى) ، و (فتيان) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ؛ لأنه مثنى. وقال تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ ...) [الكهف : ٣٢]. وقوله تعالى : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) [النحل : ٧٦](١).
ويرى نحاة أن الواحد والاثنين ليسا بعدد ، وإنما ذكرا للاحتياج إليهما مع العشرة. لكن المنطق الرياضى يحكم عليهما أنّهما من الأعداد ، حيث يبدأ مقدار العدد الموجب الموجود من واحد ، فاثنين ، فثلاثة ... إلى غير ذلك.
__________________
(١) (ضرب) فعل ماض مبنى على الفتح. (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مثلا) مفعول به لضرب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (رجلين) بدل من مثل ، منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى. (أحدهما) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (أبكم) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة فى محل نصب صفة لرجلين. (لا) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يقدر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله مستتر تقديره : هو ، والجملة فى محل رفع ، خبر ثان لأحد ، (على شىء) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بأبكم. (وهو) الواو : للابتداء أو للحال حرف مبنى لا محل له. هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (كل) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال من الضمير المستتر فى يقدر. (على مولاه) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بكلّ.
ملحوظة : فى (ضرب الله مثلا رجلين) وجهان آخران :
أحدهما : أن تجعل ضرب متعديا لواحد بمعنى وضع أو اعتمد مثلا. و (رجلين) مفعول به لمضمر ، تقديره : جعل ...
والآخر : أن تجعل ضرب متعديا لاثنين ، بمعنى : صيّر ، فيكون (مثلا) مفعولا أول ، و (رجلين) مفعولا ثانيا.