الصوم فى اليوم وليس فى الليل ، والعدد مع اليوم يؤنّث ، لكنه لمّا حذف التمييز المذكر جاز أن يذكر العدد بلا تاء ، ويمكن أن يكون منه قوله تعالى : (يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) [طه : ١٠٣]. أى : عشرة أيام ، ويجوز أن يكون المقصود بها عشر ليال ، فتكون كما لو ذكر التمييز ، ولكن ما يؤيد كون التمييز يوما هو ما ذكر فى الآية التى تليها من قوله تعالى : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) [طه : ١٠٥].
ب ـ إذا قصد مجرد العدد فى التركيب فإنه يستعمل بالتاء مطلقا ، فتقول : ستة نصفها ثلاثة ، وفى صرفها ومنعها من الصرف خلاف بين النحاة ، لكن الأكثر شيوعا منعها ـ حينئذ ـ من الصرف ، لعلميتها وتأنيثها.
ثانيتهما : الاستغناء عن التمييز للإضافة إلى مستحق المعدود :
إذا أضيف العدد إلى مستحقّ المعدود أو مالكه فإنه يجوز أن يستغنى عن المعدود (التمييز) (١). فإذا قلت : هذه عشرون ناقة لزيد ، تقول فى حال إضافة العدد إلى مستحقّ المعدود ؛ هذه عشرو زيد ، فتستغنى عن التمييز ، وتفعل ذلك فى الأعداد المركبة إلا اثنى عشر ، فتقول : هذه ستة عشرك ، وأحد عشره ، أخذت ثلاثة عشرى ، وأربع عشرتك ، أعجبت بسبعة عشرك ، وثمانى عشرته. ولا يكون ذلك فى (اثنى عشر) ؛ لأن عشرا منها بمثابة نون اثنين ، فلا تجتمع مع الإضافة ولا تحذف ليقال : (اثناك) حتى لا تلتبس بإضافة اثنين بلا تركيب.
وللنحاة فى نطق العدد ـ حينئذ ـ ثلاثة آراء :
أولها : ما يذهب إليه البصريّون وجمهور النحاة من أنه فى حالة إضافة العدد المركب فإن الجزأين يبنيان.
ثانيها : ما يراه الكوفيون من إعراب الصدر وجرّ العجز بالإضافة. فيقولون :هذه خمسة عشرك ، (برفع خمسة على الخبرية ، وجر عشر على الإضافة).
ويقولون : أعطيتك أربع عشرتك (بنصب أربع وجر عشرة) ، وأعجبت بسبعة عشرك (بجر سبعة وعشر).
__________________
(١) شرح ابن الناظم ٧٣٤.