قلت : كم جاءك فلان. فإن تمييز (كم) محذوف ، فإذا احتسبتها استفهامية فإن التمييز المقدر يكون منصوبا ـ كما ذكرنا سابقا ـ وإذا احتسبتها خبرية فإن التمييز المقدر يكون مجرورا ، ويكون التقدير : كم مرة ، أو : كم جيئة ، بجر (مرة وجيئة) ، وتكون (كم) فى محل نصب على الظرفية ، أو على المصدرية ، ويجوز أن تقدر المحذوف (يوما ، أو يوم). ومنه ما ذكرناه ـ سابقا ـ فى تقدير وجه الرفع فى قول الفرزدق (كم عمة) ، وفى قول الشاعر (كم بجود مقرف).
ملحوظة :
تعامل (غير ومثل) مضافين معاملة التمييز النكرة ؛ لأنهما اسمان موغلان فى الإبهام والتنكير ، فلا تكسبهما الإضافة تعريفا ، فتقول (١) : كم غيره لك؟ وكم مثله اشتريت؟ ، فتنصب (غير ومثل) على أنهما تمييزان لـ (كم) الاستفهامية ، وتكون (كم) فى المثال الأول اسما مبنيا فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره شبه الجملة لك ، وتكون فى المثال الآخر مفعولا به فى محل نصب ، أو فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (اشتريت) ، والرابط محذوف ، والتقدير : اشتريته.
ومثل (غير ومثل) فى ذلك (خير) ، فتقول : كم خيرا منه لك؟ فتنصب (خيرا) على التمييز ، لأنه نكرة.
وأرى أنه يجوز أن تجر (غير ومثل وخير) فى الأمثلة السابقة لتجعل (كم) خبرية ، وتأخذ الجملة أحكامها.
إعراب (كم):
إذا أردت إعراب (كم) الاستفهامية و (كم) الخبرية فى موقعهما الإعرابى ، فما عليك إلا أن تجعل همزة الاستفهام موضع (كم) الاستفهامية ، ويكون موقع تمييزها بعد همزة الاستفهام هو موقع (كم) قبل إبدالها بالهمزة. أما (كم) الخبرية فعليك أن تضع موضعها كلمة (كثير) ، ويكون إعراب كلمة (كثير) هو إعراب (كم). لكن هناك قواعد دلالية تحكم الموقع الإعرابىّ لـ (كم) بنوعيها فى جملتها ، ذلك على النحو الآتى :
__________________
(١) ينظر : شرح المفصل ٤ ـ ١٣٣.