وتقول : كم عاملا أعطيته مستحقاته؟ ، حيث ذكر بعد (كم) الفعل (أعطى) وهو يتعدى إلى اثنين ، وقد ذكرا ، وهما (ضمير الغائب ، ومستحقات) ، فتعرب (كم) فى محل رفع على الابتداء ، ويكون خبرها الجملة الفعلية (أعطيته ...).
كما تقول : كم أصدقاء منحتهم الوفاء ، كم من مولود اليوم سمّى محمدا ، كم فردا أعلمته أن الرحلة موعدها غدا؟.
وسنذكر فيما بعد أننا قد نجعل هذا التركيب قضية اشتغال.
موضع النصب :
تكون (كم) بنوعيها فى محلّ النصب إذا ذكر بعدها ما يحتاج إلى منصوب ، وكانت تؤدّى معنى المنصوب ، ويكون ذلك فى مواقع المفعولية ، والمصدرية ، والظرفية.
أ ـ موقع المفعولية : إذا ذكر بعدها فعل متعدّ وتطلّب ما يتعدى إليه ، ولم يذكر بعده. كأن تقول : كم موضوعا درستم اليوم؟ حيث (درس) فعل ماض يتعدى إلى واحد ، ولا يوجد فى الجملة مفعول به ، وتتحمل (كم) هذه المفعولية ، فتكون (كم) اسم استفهام مبنيا فى محلّ نصب ، مفعول به. و (موضوعا) تمييز لكم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
وتقول : كم يتيم كسوت أثوابا ، حيث (كم) خبرية ذكر بعدها الفعل (كسا) الذى يتعدى إلى مفعولين ، وقد ذكر مفعول واحد وهو (أثوابا) ، فتطلب الفعل مفعولا به ثانيا لأداء المعنى ، وتتحمل (كم) هذه المفعولية ؛ لأنها تعبر عن عدد من اليتامى ، فتعرب لذلك (كم) فى محل نصب مفعول به أول لكسا. أما (يتيم) فهو مجرور بالإضافة إلى (كم).
وتقول : كم واحدا أعلمت عليّا غائبا؟ ، تعرب (كم) فى محلّ نصب ، مفعول به أول لأعلم ، وهو فعل يتعدى إلى ثلاثة ، ولم يذكر إلا اثنان ، (عليا ، وغائبا) ، وتتحمل (كم) هذه المفعولية.