أولا : المصدر الصريح الذى يجوز إحلال الحرف المصدرى وما يكمله محلّه وصوره فى التركيب : المصدر الصريح الذى يجوز تأويله بـ (ما) والفعل ، أو (أن) والفعل ، أو (أن) ومعموليها هو المصدر غير المؤكّد ، وغير المبين للعدد ، وغير النائب مناب فعله ، وغير اسم المصدر ، وغير المصدر الميمى ، وهذا المصدر يأتى فى التركيب فى ثلاث صور : إما أن يكون مضافا ، وإما أن يكون معرفا بالأداة ، وإمّا أن يكون مجردا من الإضافة وأداة التعريف ، فيكون منونا ، وللصور الثلاث درجات فى نسبة شيوع الإعمال ، حيث إعماله مضافا أكثر من إعماله منونا ، وإعماله منونا أكثر من إعماله مقرونا بالإداة.
كما أن لها درجات من حيث القياس ، حيث يكون المنوّن أقيس من المضاف ، والمضاف أقيس من المعرّف بالأداة. فالمعرف بأل قليل فى الاستعمال ، ضعيف فى القياس.
١ ـ المصدر المضاف :
ذكرنا أن إعمال المصدر المضاف أكثر من إعمال الآخرين ، وهو أكثر قياسا ، ذلك ؛ لأن المضاف والمضاف إليه بمثابة الكلمة الواحدة ، فيكون كلّ منهما كالجزء من الآخر ، ويمثّلان بالفعل والفاعل ، ويكون المضاف ـ حينئذ ـ كالفعل فى عدم قبوله التنوين ، فكان إعماله أكثر.
ومن النحاة من يجعل المصدر المضاف من حيث قياسية الإعمال يأتى بعد المصدر المنون ، ذلك لأن الإضافة من خصائص الأسماء ، وبابها التعريف والتخصيص ، وذلك مما لا يكون فى الأفعال (١).
٢ ـ المصدر العامل المضاف يأتى مضافا (٢) إمّا :
أ ـ إلى فاعله ، ثم يأتى مفعوله بعدهما :
وهو كثير فى الاستعمال اللغوى نحو قوله تعالى : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) [البقرة : ٢](٣).
__________________
(١) المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ٥٦٤ / شرح ابن يعيش ٦ ـ ٦٠.
(٢) يرجع إلى : الكتاب ١ ـ ١٩٠ ، ١٩٣ / المقتضب ١ ـ ١٤ ، ١٦ / المقرب ١ ـ ١٢٩ / شرح التسهيل ١ ـ ١١٧.
(٣) خبر المبتدإ (دفع) محذوف وجوبا ، تقديره : كائن ، ثابت .. إلخ. (بعض) الأولى بدل من الناس منصوب ، وهو بدل بعض من كل.