وقول عمر بن أبى ربيعة :
وكم مالئ عينيه من شىء غيره |
|
إذا راح نحو الجمرة البيض كالدّمى (١) |
وفيه (مالئ) اسم فاعل مجرد من (أل) ، وقد اعتمد على موصوف محذوف ، يقدر بالموصوف : شخص ، والتقدير : وكم شخص مالئ ، لذلك فقد تضمّن ضميرا مستترا تقديره : هو ، ونصب المفعول به (عينيه) ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى.
كما يكون الاعتماد على مقدر فى باب الحال ، وذلك بحذف صاحب الحال ، وتقديره ، ويكون ذلك فى الإجابة عن السؤال : كيف رأيت محمودا؟ فيجاب :
متقيا ربّه ، بنصب (رب) باسم الفاعل ، وهو حال منصوبة ، حذف صاحبها ؛ لدلالة السؤال عليه. (رأى) البصرية التى تنصب مفعولا واحدا.
وخالف فى ذلك الأخفش ، حيث يذهب إلى أن اسم الفاعل يعمل دون اعتماد على شىء ممّا هو مذكور سابقا.
٣ ـ ألا يكون مصغّرا ، إذ التصغير من خصائص الأسماء ، فالتصغير يبعد اسم الفاعل عن الفعل ، لا يقربه إليه. وخالف الكسائى فى ذلك.
فإذا صغّر اسم الفاعل فإنه لا ينصب ، ولكن يجب إضافته ، فتقول : هذا ضويرب زيد ، بالجر على الإضافة ، لا النصب على المفعولية.
وخالف فى ذلك الكسائى.
٤ ـ ألا يكون موصوفا قبل العمل ، وخالف فى ذلك الكسائى ، ومجموعة من الكوفيين ، حيث أجازوا إعماله مطلقا. ومنهم من يرى عدم إعماله مطلقا إذا وصف ، سواء أكان الوصف قبل العمل ، أم بعده (٢).
__________________
(١) ديوانه ١٤ / الجمل للزجاجى ٩٧ / دلائل الإعجاز ٣٤ / شرح ابن الناظم ٤٢٥ / شرح ابن عقيل رقم ٢٥٦ / العينى ٣ ـ ٥٣١. الجمرة : مجتمع الحصى بمنى ، البيض : جمع بيضاء ، ويقصد النساء البيض. راح : سار ...
(٢) التسهيل ١٣٦ / المقرب ١ ـ ١٢٤ / المساعد ٢ ـ ١٩١ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٩٥ / شرح التصريح ٢ ـ ٦٥.