صيغة المبالغة (حذر) على وزن (فعل) قد نصبت المفعول به ، خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هو.
وقول لبيد ، وينسب لعمرو بن أحمر ، ويخطئ ذلك كثير منهم :
أو مسحل شنج عضادة سمحج |
|
بسراته ندب لها وكلوم (١) |
(شنج) صيغة مبالغة من (شانج) ، نصبت المفعول به (عضادة) ، وفيها فاعلها ضمير مستتر ، تقديره : هو. والشانج هو الملازم.
بناء صيغة المبالغة من (أفعل) ، وهو غير ثلاثى :
ذكرنا أن صيغ المبالغة تحويل لصيغة فاعل لقصد المبالغة والكثرة ، وصيغة فاعل تكون من الثلاثى ؛ ولذلك فإنهم يجعلونها لا تبنى من غير الثلاثى ؛ لكنه ربما بنوها من وزن (أفعل) ، أى : من الثلاثى المزيد بالهمزة. ويسحب ابن مالك ذلك على الأمثلة :
فعّال ، ومفعال ، وفعيل ، وفعول (٢) ، وهو نادر.
ومن ذلك قول حميد بن ثور :
جهول وكان الجهل منها سجيّة |
|
ولكنها للقائدين زهوق (٣) |
(زهوق) صيغة مبالغة على وزن (فعول) ، وهى من الفعل (أزهق). فهى كثيرة الإزهاق لمن يقودها.
__________________
الجملة الفعلية (لا تضير) نعت لأمور فى محل جر. (آمن) معطوف على حذر مرفوع. وفيه ضمير مستتر تقديره : هو ، فاعله. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب مفعول به لآمن. وجملة (ليس منجيه) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (من الأقدار) شبه جملة متعلقة باسم الفاعل (منجى).
(١) الكتاب ١ ـ ١١٢ / شرح ابن يعيش ٦ ـ ٧٢ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٩٨. مسحل : الحمار الوحشى ، شنج : ملازم ، عضادة : جانب العضد ، أو : الجانب ، السمحج : الأتان الطويلة الظهر ، سراة : أعلى الظهر ، ندب : جمع ندبة ، وهى أثر الجرح ، كلوم : جمع كلم ، وهو الجرح. (بسراته ندب) جملة اسمية من خبر مقدم ومبتدإ مؤخر ، نعت ثان لمسحل ، فى محل رفع ، وقد تكون فى محل نصب على الحالية ، وصاحبها نكرة مخصصة بالصفة.
(٢) التسهيل ١٣٦ / شرح التسهيل ٣ ـ ٧٢ ، ٨٢ / المساعد ٢ ـ ١٩٤ / الجامع الصغير ١٥٦ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٩٨.
(٣) ينظر المواضع السابقة. يقول : تزهق قائدها ، فتسبقه لنشاطها.