نصب ، حال من (الذئب) ، أو من الضمير فى (أكله) ، أو منهما معا ، والرابط بينها وبين الجملة التى تسبقها الواو ، وهى واو الابتداء ، أو واو الحال ، أما ضمير المتكلمين (نحن) فلا يعود على أى مكوّن من مكونات الجملة السابقة للجملة الحالية.
ونلمس الواو رابطا بين جملة الحال وما سبقها فى قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ) [الأنعام : ٩٣]. فالجملة الاسمية (والملائكة باسطو) فى محل نصب ، حال من الظالمين ، وقد صدرت بواو الابتداء أو واو الحال ، وليس فيها ضمير يعود على اسم من أسماء الجملة التى تسبقها ، إنما تلحظ أن ضمير الغائبين فى (أيديهم) يعود إلى المبتدإ فى جملة الحال (الملائكة).
«وإنما جعلت الواو فى باب الحال رابطة لأنها تدلّ على الجملة ، والغرض اجتماع جملة الحال مع عامل صاحبها» (١).
ولما كانت الواو تستعمل غالبا فى الاقتران الزمنى ـ مع مراعاة أنها قد تفيد الترتيب حسب الملفوظ الأول فالأول ، أو بلا مراعاة ترتيب الملفوظ ، لكن المفيد منها الاشتراك فى الحكم ـ كانت الحرف المناسب للاشتراك الزمنى بين جملة الحال الحدث الذى ارتبطت به. ومنه قول امرئ القيس :
وقد أغتدى والطير فى وكناتها |
|
بمنجرد قيد الأوابد هيكل |
الجملة الاسمية (والطير فى وكناتها) فى محل نصب على الحالية ، والرابط واو الحال.
ومنه أن تقول : لقيتك ومحمد قادم ، وأتيتك والشمس ساطعة.
وجوب ذكر الواو رابطا :
يذكر النحاة أن الواو يجب أن تكون الرابط فى جملة الحال فى موضعين (٢) :
__________________
(١) شرح التصريح ١ ـ ٣٩١.
(٢) ينظر : الموضع السابق.