فقد جعل معنى ما جاء على صوغ (فاعل) وهو : (خائف ، تائب ، باخع) دائم الثبوت واللزوم ، فخرج بمعنى صيغة اسم الفاعل إلى معنى الصفة المشبهة
وقول رجل من طيئ :
ومن يك منحلّ العزائم تابعا |
|
هواه فإن الرشد منه بعيد (١) |
خرج بتابع على وزن فاعل إلى معنى الصفة المشبهة ؛ لأنه أراد الثبوت واللزوم.
وكذلك قول الشاعر :
ما الراحم القلب ظلّاما وإن ظلما |
|
ولا الكريم بمنّاع وإن حرما (٢) |
(الراحم) على مثال (فاعل) صفة مشبهة ، حيث أريد به معنى الثبوت ، لا الحدوث. وتلحظ أنها من فعل متعد.
لذلك تقول : هذه امرأة قائمة الأب ، فيكون فى (قائمة) ضمير مستتر مرتفع.
به ، ويعود إلى الموصوف (امرأة) ، حيث نقلت الصفة ، أو الفعل منها إلى الموصوف ، ثم تضيفها إلى ما كان فاعلا.
وقد قالوا : امرأة جائلة الوشاح ، أى : جائل وشاحها (٣). لكن أقيم اسم الفاعل على امرأة. حيث احتسابه صفة مشبهة ، فأسندت الصفة إلى ضمير الموصوف المقددر.
وقد يقال : هذه امرأة ضامر البطن ، وكان ينبغى أن يقال : ضامرة البطن ؛ ولكنهم جاءوا بذلك على سبيل النسب ، كقولهم : تامر ، ولابن ، وامرأة حائض (٤). أى : ذات بطن ضامر.
رابعا : إجراء اسم المفعول مجرى الصفة المشبهة :
يجرى اسم المفعول مجرى الصفة المشبهة «مطلقا إن كان مصوغا من متعد إلى واحد ، نحو : مضروب ، ومرهوب ، ومرفوع ، ومجموع.
__________________
(١) شرح التسهيل ٣ ـ ١٠٤ / المساعد ٢ ـ ، ٢١١
(٢) شرح التسهيل ٣ ـ ١٠٤ / المساعد ٢ ـ ٢٢١ / شرح التصريح ٢ ـ ٧١.
(٣) شرح ابن يعيش ٦ ـ ٨٣.
(٤) الموضع السابق.