أولهما : عدم وجود الضمير فى جملة الحال رابطا :
يجب أن تذكر الواو رابطا بين جملة الحال وصاحبها إذا لم يوجد فى جملة الحال ضمير يعود إلى صاحبها ، كأن تقول : ذاكرت الدرس وما كان الزميل موجودا.
فجملة (وما كان الزميل موجودا) فى محل نصب ، حال يربطها بصاحبها الفاعل (تاء الفاعل) واو الابتداء أو واو الحال ؛ لأنه لا يوجد ضمير رابط ، ويتعين هنا ذكر الواو.
ومن النحاة من يرى أنه لا بدّ من الضمير.
ثانيهما : قبل الفعل المضارع المقرون بـ (قد):
إذا كانت جملة الحال فعلية فعلها مضارع مقرون بـ (قد) فإنه يجب أن يتصدرها واو الحال رابطا ، ولا يكتفى بالضمير رابطا ـ حينئذ ـ ذلك فى قوله تعالى : (لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) [الصف : ٥](١). الجملة الفعلية (وقد تعلمون أنّى ...) فى محل نصب ، حال من الفاعل (واو الجماعة) ، أو من المفعول به (ضمير المتكلم) فى (تؤذوننى) ، أو منهما معا ، وتلحظ أن فعلها مضارع مسبوق بقد (قد تعلمون) ، ومع وجود الضمير العائد على كل من الصاحبين ، وهو واو الجماعة فى (تعلمون) ، وضمير المتكلم فى (أنّى) ، إلا أنه يجب أن تذكر الواو رابطا ؛ لأن الجملة الحالية فعلية ، فعلها مضارع مسبوق بـ (قد).
والنحاة يرون أن الجملة الحالية الفعلية ذات الفعل المضارع المثبت يجب أن ترتبط بصاحبها بواسطة الضمير العائد على صاحب الحال ، ولا يجوز أن تذكر الواو رابطا ، مادام المضارع المثبت خاليا من (قد).
__________________
(١) (لم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإيذاء. (تؤذوننى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والنون للوقاية حرف لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول (قال يا قوم لم تؤذوننى). (أنى) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم (أن) ، (رسول) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وجملة أن مع معموليها سدت مسد مفعولى تعلم فى محل نصب.