أما قولهم : قمت وأصكّ عينه ، فإنه يخرّج على وجهين :
أولهما : أنه شاذّ ، ولا يقاس عليه.
والآخر : أن الحال جملة اسمية المبتدأ فيها محذوف ، تقديره : (أنا) ، ويكون التقدير : قمت وأنا أصكّ.
أما قول عبد الله بن همام السلولى (١) :
فلمّا خشيت أظافيرهم |
|
نجوت وأرهنهم مالكا |
حيث الجملة الفعلية «وأرهنهم مالكا» فى محل نصب على الحالية ، وفعلها مضارع مثبت مسبوق بالواو رابطا ، فإنهم يجعلون ذلك ضرورة شعرية ، وقد يخرج على ما خرج عليه سابقه. وقد تكون الجملة الفعلية خبرا لمبتدإ محذوف ، تقديره (أنا) ، وتكون الجملة الاسمية فى محل نصب ، حال ، ويكون الرابط الواو والضمير المحذوف معا.
أما قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ٩١]. ففيه الجملة الفعلية (يكفرون) فعلها مضارع مثبت مسبوق بالواو ، وفيها وجهان :
أولهما : أن تكون جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والآخر : أن تكون خبرا لمبتدإ محذوف ، تقديره : هم ، وبذلك تكون الجملة الاسمية فى محلّ نصب ، حال ، والواو واو الابتداء أو الحال.
ملحوظة :
إذا كانت جملة الحال فعلية فعلها ماض مقرون بقد ، فمن الأفضل أن يكون الرابط الواو. فتقول : أقبل محمود وقد علاه الأمان. ومنه : نجوت وقد بلّ المرادىّ سيفه. حيث الجملة الفعلية (وقد بل المرادى سيفه) فى محل نصب ، حال من الفاعل ، والرابط واو الحال.
__________________
(١) المقرب ١ ـ ١٥٤ / ابن عقيل ١ ـ ٣٧١.