(ساعة) منصوبة على الظرفية ، والعامل فيه أحوج. فهو شبه جملة متعلقة باسم التفضيل. ولا يجوز أن يكون العامل فيه رأى ؛ لأن المعنى يفسد ، حيث إن العرض يحتاج إلى الصون فى كل ساعة. وأنه لو نصب برأى لأصبح فاصلا بين اسم التفضيل و (من) ، وهو أجنبى ، وهذا لا يجوز.
تنبيهات :
أولا : دلالة (من) فى تركيب التفضيل :
اختلف النحاة فيما بينهم فى دلالة (من) بعد اسم التفضيل على النحو الآتى :
ـ ذهب جماعة إلى أنها لابتداء الغاية ، وعلى رأس هؤلاء سيبويه والمبرد.
ـ ذهب آخرون إلى أنها فيها معنى التبعيض ، وقد يفهم ذلك من كلام سيبويه فى قوله فى هو أفضل من زيد : أراد أن يفضله على بعض ولا يعمّ (١).
ـ ذهب آخرون إلى أنها تفيد معنى المجاوزة ، فعندما يقال : زيد أفضل من عمرو ، فكأنه قال : جاوز زيد عمرا ، والرأى الأول أرجح ؛ لأنه المعنى الأساس لـ (من) ، ولا داعى لإخراجها عنه.
ثانيا : تعدية اسم التفضيل بمن :
إذا صيغ اسم التفضيل من مصدر يتعدّى بحرف الجر (من) فإنه يجوز الجمع بينها وبين (من) الداخلة على المفضّل عليه ، سواء تقدمت إحداهما أم تأخرت.
فتقول : زيد أقرب من عمرو من كلّ خير ، وأقرب من كلّ خير من عمرو (٢).
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٢٠٥.
(٢) الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٤٦.