خامسا : أن تكون جملة الحال جملة فعلية فعلها ماض واقع بعد (أو) العاطفة على جملة حالية سابقة :
فى مثل هذا التركيب تلمس فى الحالين معنى الشرط ، فإذا قلت : لأفهمنّ الدرس شرح أو أهمل ، فإنك تلمس أن الجملة الفعلية (شرح) فى محلّ نصب على الحالية ، وقد عطف عليها بواسطة (أو) الجملة الفعلية (أهمل) ، والرابط فيهما الضمير المستتر فى الفعلين ، وهو فى محلّ رفع ، نائب فاعل عائد على (الدرس) ، وتقدير المعنى : لأفهمنّ الدرس إن شرح وإن أهمل.
ومن ذلك قول الشاعر :
كن للخليل نصيرا جار أو عدلا |
|
ولا تشحّ عليه جاد أو بخلا (١) |
عدم ربط الحال بصاحبها بالواو يتمثل فى الجملتين الحاليتين الواقعتين بعد (أو) ، وهما : (عدلا ، وبخلا).
سادسا : أن تكون الحال جملة فعلية فعلها ماض واقع بعد (إلا):
تمتنع الواو رابطا إذا كانت الحال مستثناة بـ (إلا) ، وهى جملة فعلية فعلها ماض ، كما ورد فى قوله تعالى : (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) [الحجر : ١١]. الجملة الفعلية المحولة (كانوا به يستهزئون) فى محل نصب على الحالية من (رسول) ، أو من ضمير الغائبين فى (يأتيهم) ، والرابط الضمير فى (به) ، أو فى : (كانوا) ، ولم تذكر الواو رابطا لأن الجملة الحالية مصدرة بفعل ماض واقع بعد (إلّا).
__________________
(١) (كن) فعل أمر مبنى على السكون ناقص ناسخ ، واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. (للخليل) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بنصير. (نصيرا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (جار) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل نصب على الحالية.
(أو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (عدلا) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والألف للإطلاق ، والجملة فى محل نصب بالعطف على الجملة الحالية. (الواو) حرف عطف مبنى لا محل له. (لا) حرف نهى مبنى لا محل له. (تشح) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه السكون ، وحرّك بالفتح لالتقاء الساكنين ، وأصله : ولا تشحح. (عليه) شبه جملة متعلقة بتشح. (جاد) جملة فعلية فى محل نصب على الحالية. (أو) حرف عطف مبنى لا محل له.
(بخلا) جملة فعلية فى محل نصب بالعطف على الجملة الحالية ، والألف للإطلاق.