ومثله قوله تعالى : (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) [الزخرف : ٧].
ومن النحاة من يرى جواز الربط فى مثل هذا التركيب بالواو ، ويستشهدون لذلك بقول الشاعر :
نعم امرأ هرم لم تعر نائبة |
|
إلّا وكان لمرتاع بها وزرا (١) |
الجملة الفعلية المحولة (كان لمرتاع بها وزرا) فى محلّ نصب على الحالية من (نائبة) ، والرابط ضمير الغائبة فى (بها) ، وكذلك الواو فى صدر جملة الحال ، مع أنها جملة فعلية فعلها ماض واقع بعد (إلّا).
سابعا : أن تكون جملة الحال فعلية فعلها مضارع مثبت خال من
(قد):
إذا كانت الحال جملة فعلية فعلها مضارع مثبت غير مسبوق بـ (قد) فإنه يمتنع فيها الواو رابطا ، بل يكتفى بذكر الضمير رابطا ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) [المدثر : ٦]. الجملة الفعلية ذات الفعل المضارع المثبت الخالى من (قد) (تستكثر) فى محلّ نصب على الحالية من ضمير المخاطب المستتر فى (تمنن) ، والرابط ضمير المخاطب المستتر فى (تستكثر) ، ويمتنع الواو رابطا حيث إن الفعل المضارع شبيه باسم الفاعل زنة ومعنى ، ولا تدخل الواو على اسم الفاعل.
ومثل ذلك قوله تعالى : (إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) [الملك ٧ ، ٨].
__________________
(١) (نعم) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر مبهم تقديره : هو. (امرأ) تمييز للضمير المبهم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر مقدم ، أو لا محل لها من الإعراب. (هرم) هو المخصوص بالمدح ، فهو : مبتدأ مؤخر خبره المقدم جملة المدح ، أو مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : هرم الممدوح ، أو خبر لمبتدإ محذوف ، والتقدير : هو هرم ، وهو مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له. (تعر) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (نائبة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له إعرابيا. (وكان) الواو : واو الابتداء أو واو الحال. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (لمرتاع) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بوزر. (بها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بمرتاع. (وزرا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وجملة كان مع معموليها فى محل نصب على الحالية.